الاثنين، 23 نوفمبر 2009

ما لا يراه نائم

مرحباً بالجميع
:
ما لا يراه نائم
مجموعة قصصية للكاتب الكبير : اسماعيل فهد اسماعيل
أستطيع تلخصيها بالجملة التالية ( أن تعيش زمنك كله وسط ما لا يطاق ) أو ( أن تتأقلم إلى ما له نهاية )
و بالمقابل .. تلخص هذه المجموعة تواريخ و احداث من صلب حياتنا .. و تــعرّي الواقع بكل ببساطة
ليظهر لنا الوجه الآخــر .. الذي لم يعد يحرص على الاختباء .. بل بات يطل علينا من الزوايا .. بكل قبحه و ألمه ...
قبل هذا الكتاب كنت اعاني من فقدان التركيز مع ما اقرأ .. و لانها مشكلة دخيلة عليّ ! فقد اعتقدت أن السبب هو انا
و لم اتصور ان السبب هو ما اقرأ .. أو - ما كنت أقرأ - كونوا على ثقة .. أن ما يكتب بـ صدق و أيمان
سيصل لكم و سيلامس أعماقكم .
القصة الأولى : أعجبتني كثيراً
هي قصة - مبتكرة - بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني ، فــ بطلها هو " عبدالله " الذي يبلغ من العمر 3 سنوات
و البطل المساند .. هي " فاطمة " اخته التوأم
تحكي هذه القصة معاناة هذين التوأمين مع غرابة تصرفات الكبار .. و هم بلا شك " الوالدين "
حقيقة شعرت بالخجل من تصرفاتنا امام الصغار .. فــ حتى عندما عرفنا أنهم ليسو مغيبين عماّ يدور حولهم ما زلنا عاجزين
برغم أننا نحن" الكبار" .. من ان نتصرف بـ حكمة و منطقية و هدوء
و عرفت .. بل و آمنت بأن 90% من الأطفال مظلومون .. و تائهون في عالمنا المعقدّ المتشابك ..
و رأيت كذلك كيف يمكن للولد أن يتربى مظلوماً .. فقط لــ كونه سيصبح رجلاً في المستقبل .. عليه أن يتحمل تبعات هذا الارث الثقيل
حتى و هو طفل صغير .. لا يعرف في الحياة سوى والديه و ما يراه من امامه .. ما يعتقد انه الحياة !
و عندما انهيت القصة الاولى و ما أن وقعت عيني على عنوان القصة الثانية ( بو غريب مع التحية ) حتى اجتاحتني رعشة باردة
يمكنكم ان تتصوروا الصور التي زارت مخليتي عند قرائتي للعنوان .. فــ من مناّ لا يعرف فضيحة هذا السجن ؟!
و لم أتصور .. ان الموضوع الذي سيتناوله الكاتب على مسرح هذا السجن .. سيكون موضوعاً مختلفاً تماماً عمّا اعتقد
فـ تحدث عن السجن .. أثناء فتـرة حكم النظام العراقي السابق .. و تحديداً بعد تحرير الكويت
و أبدع فيما كتبه و تصوّره من احداث .. جعلتني أؤمن بأن هذه الاحداث حقيقية تقريباً .. و لا ينقصها سوى الادلة
ابطالها .. ناصر أسير كويتي
آدم .. سجين من تشاد
و مئات الأسرى الذين حضروا بـ روح القصة و احداثها
و غابوا بأدوارهم و أسمائهم
حقائق كثيرة أعجبتني كثيراً في هذه القصة ، بـ ودي أن اذكرها لكم و لكني سأحب اكثر لو تكتشفونها بأنفسكم
و الكلمة الأخيــرة في القصة .. لا أعرف .. لماذا حاصرتني بـ قوة .. و حركت في عيني دمعة سرعان ما جـفّت ..
الكلمة الاخيرة لآدم و هو يودع صديق أيام مضت و يقول متجاوزاً عبرته : تشاد بلد حليف !
:
نهايات القصص الاربعة دائماً مفتوحة على أحداث لن نحضرها .. و كأنها مقطع مختصر من سيرة واقع طويل .. ممتد
تائه بين بدايـة قديمة .. و نهاية غير معلومة
:
قراءة ممتعة .. أتمناها لكم :)

ليست هناك تعليقات: