انني مكســـــــــورة
مقهــــــورة ...
ذاهلـــة ..
تقـــذف الخيبــــة أحلامي يمينا و يسارا ...
مقهــــــورة ...
ذاهلـــة ..
تقـــذف الخيبــــة أحلامي يمينا و يسارا ...
..
اقسى المواجهات .. تلك التي نقوم بها مع انفسنا .. ان نعري ذواتنا ، ليس امام المرآة .. فهي تظهر القالب
بل امام الضمير .. الذي ينبش في الجوهر .. و يغوص فيه عميقا ...
اليوم .. لم اقم بمواجهة مع نفسي ، بل قضيت جزءا كبيرا من يومي في الخارج
اتأمل " الخارج " و الناس .. تلتقط اذني حديثا من هنا .. و كلمة عابرة اثناء مروري من هناك
في احد المجمعات التجارية كنا ...
جو عائلي مصغر .. فقط انا .. و ثلاثة افراد من بيتنا ، ذلك العش الدافي ...
استوقفتني كلمة " بعتلوا مسج ... " من طاولة مررت عليها .. تجلس عليها اثنتان ، يبدو عليهما الاستغراق في مناقشة قضية او قضايا
و استوقفتي كثيرا .. صاحبة الوجه الابيض المستدير .. تلك الجالسة الى جانب الشرفة .. تسند ذقنها على باطن كفها
و حجابها الذي يعرف عن بلدها العربي .. نظرة عينيها الفاتحتين .. على المساحة تحتنا .. مقاهٍ و ناس مشغولة بأحاديث و ربما نميـــمة
يأتي بعد هذا المنظر شارع .. ناس تمضي .. و ناس تتوافد ...
ثم تلك الشواهق التي تزاحم السماء في شموخها .. البنايات العالية التي اتسائل دوما .. ما الذي سيشغل طوابقها و مكاتبها ؟
جلست على طاولتي بهدوء .. اراقب اختي الصغيرة تارة .. و ادير حديثا جانبيا تارة اخرى ...
لا اعرف بماذا كنت افكر .. و لا اعرف لماذا نتحدث حينما نجالس الاخرين .. الصمــت رهيب .. ظل ثقيل يلقي اوزانه على جلسه لطيفه يؤنسها نسيم البحر .. رائحة الماء المالح ملوثة بزيوت " المكاين " ...
اتأمل الناس رغما عني .. لا ادري لماذا يبدولي هذا الشيء غريبا !؟
و احرص ان امشي موجهة نظري الى الامام البعيد .. الى البعيد .. الغير موجود و الغير مرئي
حتى يخال لكل ما حولي انه خارج مجال النظر لدي ...
اخذت الصغيرة لتلعب .. قابلت " رغما عني " زوجة احد اقاربي ، ذلك النوع من الاقارب الذي يتحول بفعل الزمن و افكار مسمومة الى عقارب غريبة التكوين .. و غير متوقعة التصرفات ...
بادرتها بحميمية .. و استقبلتني ببرود .. رأيت اولادها .. ابناء "....." ، البنت الصغيرة تتوارى خجلا مني
و الولد المراهق يرفع يده محييا من بعيد ...
ثقل بغيض .. رمى بنفسه على صدري .. و اخذت امشي شاردة النظرات .. تائهة التفكير
ترصّدني حزن .. دخلت فورا الى احد المحلات .. كي اتوه عنه .. او يتوه عني ، و لكني هاجمني و انا مستغرقة في محاولة تسوق فاشلة
فتاة متأخرة .. كيف لا استمتع بالتسوق ؟!
الملابس تزهو بألونها و موديلاتها .. و السلاسل الذهبية و الفضية تنادي الاعناق و الايادي ...
كيف يشرد بي حزن بسبب جزء من عائلة ؟!
جزء نسينا .. لا يهمه ان يذكرنا الا في المصائب ....
لماذا لا افكر بنفسي .. اللعنـــة !!!
خرجت من المحل غاضبة .. افرغت الغضب في شحنة حنان اهديتها للصغيرة
..
سأتوقف الآن و لي عودة
للحديث بقية
^^^
^^
^
27-مارس-2009
..
كنــت أظن ان القضايا و احاسيسنا المكتوبة .. تنتـــظر .. ككل شيء في الدنيا
و لكن للأسف .. لا أجد اليوم شيئا مما زارني ليلة البارحة من مشاعر
او مما هاجمني لاحقا .. بعد هروبي من هستيــريايوم أمس
.. كان يوما للنــاس و ليس معهم ..
لتلك القريبــــة " الغريبة " التي لولا الصدفة لما كنت التقيتها إلا في العيـــد القادم
لذلك الوجة الغريب .. لرجل بين الأرفف ، شعرت لـ هنيهة .. بأنه مهذب
و ما كادت تلك " فكرة انه مهذب " تغادر رأسي .. حتى القى بكلمته .. همسها في اذني ، و تركني ذاهلة
اكتشفت ان لا مكان للأفكار الطيبة .. تماما كما ضاقت الدنيا على الناس الطيبين ...
كان يوما ...
للحادث الذي اصاب يد أخي .. و للدموع التي تسللت لعيني خجولة أول الليل في لحظة حنين للأخوّة و شقاوتها
و التي عاودتني غزيرة .. كريمـــة في وقت متأخر من الليلة .. و لم تتركني تلك الليلة اغادرها بسلام الا عندما شق اذان الفجر سكونها ...
..
لذلك لن اعاود كتابة ما حصل امس
" احنا عيال اليوم "
فليرحل الامس مع احداثه
و شكرا لـ صبركم
^^^
^^
^
28-مارس-2009
..
للحديث بقيـــة