السبت، 27 فبراير 2010

أجيال اللشوارع ( قصة واقعية )




بــداية : عزيزي المواطن .. كن مدركاً لأهمية أن يتمتع غيرك بــ حــريته .. و عدم إزعاجه
أو مضايقته اثناء الاحتفالات بأعيادنا الوطنية .. الاعلام الأمني


:


وضعت خطة لـ يومي هذا .. يوم السبت قبل يومين من الآن
تغيرت الخطــة .. قمت بمشاورة أخي .. فقد مللنا الأماكن المغلقة و المجمعات .. !
قررنا الذهــاب للمركز العلمي .. بحثاً عن " تغيير الجو " و الوناسة ..
و برغم فوضى الزحام ..إلا اننا استمتعنا .. كنت برفقة اخي الأصغر و اختي الكبرى و طفلتين
كان مشواراً خفيفاً كما تمنينا ..

نزل الظلام .. و بـَردت نسمات الهواء
عدنا إلى سيارتنا .. و خرجنا إلى الشارع .. و في طريق عودتنا لابد ان نتجاوز المارينا مول
و عمارات شاكر الكاظمي .. فــ مشينا في خط الشارع المستقيم ...


قبل المرينا بـ قليل دخلنا بــ زحام .. و اكوام اوساخ و فوضى .. تسمى مسيرة ..
و فرحـة وطنيــة ..

قبل أن أكمل .. يجب أن انـوّه بأني حقاً و من كل قلبي
أتمنى أن اتوقف عن " التحلطم ".. أتمنى أن أتمكن من إغماض عيني و إقنـاع نفسي بأن كل شيء على ما يرام
و لكن .. هناك ما يفقأ عيني .. و يشد أذني حتى أثنــاء محاولتي العميقة للتجاهل !!

قلت : الله دخلنا في المسيرة !

كنت سعيـدة و رائقة المزاج .. و كنـّا " نسولف" و نداعب الطفلتين ..
أنا إلى جانب أختي و اخي في الخلف ..

"نتطمش" و نبتسم للأطـفال المتناثرين على أطراف الأرصفة .. يتراكضون
و يلعبون بـ نوع من " الدفاشة " لا أدري بالضبط أين ذويهم ..بينما يجري هـذا على حافة الشارع
منظر مثير للقلق !!؟ لا أدري .. لقد اتفقنا على إغماض اعيننا بـ شدة و إصـرار
استمروا بــ ذلك



- سيارات مكتظة بـ مراهقين .. بدءاً من 18 سنـة " للسائق طبعاً " و الباقي ربما يسبقونه أو يتأخرون عنه في العمر
قــيادة تخلو من الفن و الـذوق .. تهـّـور
رؤوسهـم تمتد خارج النوافـذ .. وجوههم ملثمة " بالشماغ " أو الـعلم !
منظـر مثير للتساؤل !!؟ ربما .. و لكن أرجوكم ...
تابعوا إغماض أعينكم بـ شدة و واصلوا الإبتـسام



- على الأرصفة .. التي بين الشارعين " الرايح و الياي " أو على الأرصفة المجاورة للشوارع " على اليمين و اليسار "
فتيات .. تتراوح اعمارهن بين الـ 18 و 20 .. وما فـوق
حشـرن أنفسهن بـ تي شيرتات طويلة و قصيرة .. و جينز skinny و حجابات منفوخـة
و ربما خصل شعر مفرودة .. أو متناثرة متطايرة ، فتيات بهذه الوصف .. يهيمون على وجوههن على الأرصفة
يبدو لي أنهن يمشين إلى وجهة غير معلومة .. غير محددة .. غير واضحة بتاتاً
و لكنهن يـواصلن المشي .. يواصلن و لا أحد يتسائل ،لا أحد يوقفهن أو يلقي نصيحة في طريقهن .. أبداً ...
منظـر " يبط الجبد " و يشعل جمـرة في الفؤاد .. لكن .. أرجوكم شـدّوا على جفونكم أكثر

و اسحبوها إلى أسفـل .. إلى أسفـل

..

كنت في موقع المشاهد .. أو المتـفرج ..
لأن الوضع كان " فرجـة " .. كنت أتابع من خلال نافـذتي
التي ما لبثت إلا و غطتها رغـوة " فووم " طائشة إنطلقت من إحدى السيـارات

تابعت المشاهدة .. و فـجــــأة !!!!
صفعتني بــرودة الهواء الذي دخل بــ قـــــوة من الخارج إلى السيــــارة ..
ذهـــلت .. نطقت كل ملامحي بالدهشة و الصدمــــة !!!!!

بــاب السيــارة .. !!! إنـــه مفتـــوح على اتـساعه
يقفـــز إلى هذا الاتساع بــ سرعة البرق .. صَـبِيـان إثنان.. ألوذ بسرعة إلى حـضن أختي و أدفن رأسي فيه
بينما تنزل على ظهــري بـرودة ميـاه يرشـونها بـ عنف من مسدساتهم المائية !!!!
لا أعي شيئاً .. فقط أدفن رأسي أكثر .. و أغمض عيني أكثر ..
و أنا أشعـر بجسد أخي يمتـد فوق مسنـد كرسيي .. و أسمــع أختي تصـرخ بهم بـ توتر اجتاحها فجـأة في وسط لحظة هادئة !!

ارفع رأسي للحظات بهلع .. احاول أن أصل لـ يد الباب .. لأشـدّها ..
فـ تصل المياه لـ وجهي و يدي ..!!!

تضغط أختي بـقوة على دواسة البنزين فــ يـُغلق الباب .. و نمـر بعدها مباشــرة على دورية شرطة
تقف بـ وداعـة و صمت.. على بعد خطوات مما حدث ...

نعيش الصدمة .. طوال الــ 28 دقيقة التي لزمتنا للخروج من الفوضى
و بعد أن تأكدنا من قفل الأبواب أكثر من 3 مرات .. مررنا بــ محاولتيين أخريين لـ فتح أبواب السيارة

هل يعقل هــــذا !!؟
أعرف أن التأكد من قفل الباب شيء ضروري .. و لكـننا لم نحسب أننا نمــر بـ غوغاء همجيين
صبيــة لم تطلهم يـد التربيــة .. و لا لسـان النصح .. و لا قواعد الأدب و التهذيب و الذوق !!

حقاً أنــا مقهورة

هل يعقل هـذا !!؟
هل يعقل .. أن تتم مهاجمة السيارات و العائلات بـ هذا الشكل
من قـِبل صبيـة و شباب الكويت .. شباب الديــرة

قلت : تباً للبيئة التي أخرجتكم ..!!

غريــب .. أليس كذلك .. ؟
كيف تتغير أحوالي و أقوالي بعد 20 دقيقة من دخولنا في تلك الفوضى ؟!

التي كنت قد أسميتها مسيــرة

:

بعد مرورنا بـ هذا الموقف .. و التقاط أنفاسنا و التأكد من سلامة أطفالنا ..
تغيرت نظرتي لـ جيل الأطفال الذي يتربي على الرصيـف ..
في يــده عبـوة "فووم" .. يتعرف على مفهوم " الوطنية و الوناسة " من خلال هذه العبـوة

تغيرت نظرتي للسيارات المكتظـة بـ المراهقين .. دشاديشهم البيضاء المهترئة
و رؤوسهم المكشوفة غالباً .. أو الملثمة تارة أخرى..
رؤوسهم أو ايديهم الممتدة إلى خارج النوافذ .. ايديهم تمسح طبقـات الرغوة على سيارتهم و نوافذهم بـ " الكلنكس "
و ذات اليــد .. تلقي المناديل المكورة للخارج .. يتكرر المشهد أثناء وقوفنا لدقيقة أكثر من 6 مرات

عددتها لا شعورياً ..

كتبــوا على سيارتهم من الخلف ... ( الــــكــــويت تستـــاهــــل )
:)

مُضحك .. مُبكي

تغيرت نظرتي أيضاً للبنــات الهائمات .. بالأعلام الملفوفة على خصورهن

:

فعلت بي تلك اللسعات البـاردة .. فـِعل يد الممرض المبللة بالماء البـارد عندما أمسك بـ وجهي لأستفيق
في غـرفة العمليـات ذات يـوم .. فعلت بي ذات الـفعل .. فإسـتفقت
بالرغم من فـارق الـمكان .. و فارق الحكاية .. إلا أنّي فتحت عـينّي على إتــساعها ..

أزلت الغشـاوة .. و شددت الأجفـان إلى أعلى .. أعلى
بكل ما في رغبتي على التغيير من إصــرار .. و بكل ما في التغيير من جـرأة



نــهاية : بقي أن تفتحوا أنتم أعينكم .. أن توقظوا ضمائركم
أن تربـوا شبابكم .. و تجمعـوا أطفالكم من فوق الأرصفـــة

إرفعوها من على الخصـور .. و من على الوجـوه
لـ تبقى الــراية في إتجـاه السمـاء


تحياتي لكم
:






الأربعاء، 24 فبراير 2010

الــسدرة

صبــاح الحب يا وطـــني
صبــاح النــور .. الذي ترخيــه شمسك على أرواحـنـا
كل يــوم
و كل بــداية


صباحك وفـــاء يا وطـــن


: : :


الــــكويت .. لا أحمل لها في ذاكرتي الكثيــر
لأنها هي .. تــكوين الذاكــرة
لأنها هي .. بيت الذاكـــرة


و مُــستقر قلبي و روحــي



لأن حـبُكِ يا كــويتُ لا يكتب
و لا تفـسره الــحروف


لأنك أنت ماء عيني .. حين تنزل دمــعة على حـُزنك
لمـّا غـدر الغريب و القريب ..


لأنك أنتِ نبـرتي .. حين تصـدر مـجروحة
لـ فرط ما جــرحوكِ


لن أكتبكِ .. لأنكِ قصــة طويـلة كتبها التاريخ بـ نفسه
لن أكتبكِ .. لأنك أنتِ من علمتينا الكتـابة .. و القراءة .. و الحيـاة
لن أكتبكِ .. لأنك درس ، يسكن الوجـدان .. يعيش بـ نبض القلب .. فلا يـُقال


و لا يـشرح

بل يـُحس .. في أعمــاق الأعمـــاق


: : :




أيا صبــاح الحب
يا تفاحة القلب ، و يا أســوارة المـرجان
أيا صباح البحــر يا فيلكة
أيا صباح الموج يا بـوبيان
أيا صباح الخيـــر
يا مـشرف
يا يـرموك
يا وفــرة .. يا جهــرة
يا شويــخ .. يا دسمــان
يا وطــني المـولود من رمــاده
نخــلة عــنفوان



يا أجمل الحروف في قصائدي
يا وطــــن الأوطـــان

~


كـويتْ .. كـويتْ
لـــحرية الـرأي فــيكِ تـراثٌ طـويل

و طـفل المحبـةِ بين ذراعــيكِ طفلٌ جــميلْ
و زرع العروبـة فيك قــديمْ .. قـديمْ
كـهذا الـنخيل ..
فظلّي كما كنتِ .. قلباً كبيـراً
و نجمـاً منيـراً
و كـوني المنـارة للضائعين
و كوني الوسـادة للمتعبيـن
و كوني كأية أمٍ ..
تعانق أولادها أجمعيـن
~

هذه الأرض التي تدعى الكويت
هبـة الله إلينـا
و رضاء الأب و الأم علينـا
كم زرعنا في أرضها نخلاً و شعراً
كم شردنا في بواديها صغـاراً
و نخلنا رملها شبراً فـ شبرا
و على بـلور عينها جلسنا نتمـرّى

~

من ديوان : برقيات عاجلة إلى وطني

د. سعاد الصباح

السبت، 20 فبراير 2010

شــاروخ يعـود .. "خووب صـورت"

~
اليوم حضـرت فــيلم
My Name Is Khan

و آنا كلي حمـاس و تــرقب !! فقــد عرفت عن هـذا منذ بداية تصـويره ..
لا اعرف كم انتظرت ! و لـــكني أنتظــره منذ مــدّة طويلة جداً .. كما أن السينما كلها مشـتـاقة
لـ " حدث " هنــدي قـوي كتلك الأعمال التي مرت علينا في فترات سابقة
حين تألقت السينما البوليوودية .. و ظهـرت لنا مجموعة أفلام في غاية الروعـة و التميـز
مثل فيلم : - محبيتين
- قلب الحب
- Kabhi Khushi Kabhie Gham
و
- ديفـداس
انتشر من خلال هذه الافلام نجـوم كثـُر .. و ولد منها نجوم آخرون
و منهم من زاد انتشارهم و و ثبتت اقدامهم على درب النجومية : أمثـال :
اشواريا راي
اجاي ديفجان
كارينا و كاريشما كابور
الرائعة و نجمة فيلم اليوم كاجوول
مادهوري دكسي
راني مخرجي
و غيرهم...
و لا أذكر أنه يوجد بعد هذه المجموعة الذهبية أفلام تماثلها في عمق القصـة
و كم النجـوم و روعـة الانتاج و جودتـه
~
نعــود مرة أخرى لـ فيلم اليــوم ..لــ حدث اليـوم
D;
ممم .. من أين أبــدأ ؟!
الفيلم جميل جداً .. انتـاج كبيـر و اخراج متميــز
و أداء .. روعــة و ممتـاز
كـ عادة نجم الشاشة .. شاروخ يقــدم الأفضل دائـماً
أحببت البـداية كثيراً .. حين نـرى بداية القصة في الهند
و بداية حياة ريزفان خان .. صبي صغيـر مصاب التوحد " تمت تسمية الحالة بالضبط في الفيلم "
يتعرض للأذى و سوء الفهم و المعاملة من قبـِل الناس في قريته .. و الصبية في المدرسـة
إضافة لأشياء اخرى متعلقة بـ مرضه تسبب له حالة من الانزعاج و الحيـرة .
و من ثم مرور ذلك الحدث الذي ييغير خطته " ما ذكرته عمداً :) ".. و رحيله إلى الولايات المتحدة
حيث يعيش اخوه و يعمـل ، و بعد كل تلك السنـوات الطويلة .. تكتشف زوجة اخوه و هي استاذة في علم النفس
حالة خان و مـرضه
و لكن مع الأسف .. لم يساعده هذا الشيء كثيراً
و مضى في حيـاته .. ليقع في مأزق تلو الآخــر ...
غالباً بسبب حالة الظلم و سوء الفهم التي يتعرض لها بإستمـرار
الفيلم عاين حالة انسـانية عن قرب شديد .. و بشكل جيد جداً
إضافة لـ كونه مسلم .. و هذا ما يكمل تعويذة " النحس " التي يعاني منها خان في حياته
لاسيما بعد أحداث 11 سبتمبـر
الفيلم جميل جداً و يستحق المشاهدة
و لكنه " للعلم " طويل - 3 ساعات تقريباً - فإحرصوا على اختيار اماكن بعيدة عن الشاشة كفاية
و ارتداء ملابس مريحة
:9
~
الشيء الوحيد اللي ما حبيتـه بالفيلم .. اهو محاولة جعل رئيس الولايات المتحدة
ملاكاً .. و انسان غير عادي ..
و كأن مقابلته هي التي ستحل المشاكل .. و ستنهي معاناة البشـر
و انتهاكات الانسانية في ارجاء العالم !!
و لو ان الهدف من مقابلته مبــرر بشكل جيـد
و لكن .. لا اتصـور ، أن الرئيس كان بحاجة لـ جملة
im not a terrorist
حتى يعلم .. أو يفهم .. بأن ليس كل المسلمين متهمين
و يحملون على اكتافهم مسؤولية احداث يقع العالم كله تحت وطئتها
فقط .. هذه النقطة اثارت استيائي و تساؤلي
~
بإنتظار آرائكم
:)
تحياتي و محبتي


السبت، 13 فبراير 2010

نبــضـات





~ْ~ْ~ْ
من ديــوان : المبــحرون مع الريــاح




غـــــريـــــب ~ْ~ْ~ْ
غــريبٌ إن مـضيـتُ و إن أتيــتُ
و ناءٍ إن دنــوتُ و إن نـأيـتُ
أُقـلب في وجــوهِ النــاسِ طَـرفي
و أســأل في الــدروبْ إذا مـَشيـت
و كــلٌّ يبتغــي في السيــر قصــداً
و أسعـى لســتُ أعـرفُ ما ابتغيــتُ

يمـــزقـني إلـى ما لســت أدري
حنيـــنٌ من لــواعـــجه .. أكتـــويـت

* * *

رســالـة ~ْ~ْ~ْ

تَـتساءليــن ، و تَعْــتبين ، و تـَعجـَبينَ و تـَغـْضبيـن
و تـرددّيـن بأننـي أصـبحت صخــراً لا يَــلينْ

لا الـوَصـل يزهــر في عروقـي ، لا التبـاعد ، لا الحـنين

وَ أَراك طـوْراً تــحلمين ، و تــارةً تتــعجـبّين
و أظـل في صمــتي .. أحــدّث مقـْلتيكِ.. أتفقهـينْ !

باللــهِ يا سيــدتي .. لـئن غــاب الذي تتـَوقعــينْ
و رأيــت أني لـستُ أعــرفُ ما يــقـول العــاشِقــونْ

فــ لسـوف أبقـى صخــرةً صمـّاء ، تعجــز أن تلــينْ
إني لأرفــض أن أكـون صـدى سـوايَ .. فـلا أكـونْ

إني لأكــره أن أقــول كـما يقــولُ الآخــرونْ

خَـليــــفة الــوقـيــّانْ
1980

الخميس، 11 فبراير 2010

نلتـقي .. للمـرة الأولـى

مجــلة أبواب

نــزل يوم أمس في الأســواق عدد مجــلة أبواب
لــ شهر فبــراير
في العــدد الواحد و السبـعــون
الذي تنطلق فيه صفحة ( نلتقــي ) للمرة الأولى
و التي انطلقت بـ فكـرتي و إعـدادي
هذه الصفحة تختص بـ المدونـات و تسلّط الضــوء على فكـرة المدونة و محتواها .. إضافة إلى مقابلة
مختصـرة مع صاحب المــدونة ، هدفــها هو تعميق دور المـدونات و التـأكيد على تأثيرها في المجتمع و رأي و ذوق النـاس
بالإضـافة إلى نشـرها ، فبالرغم من الانتشـار الواسع .. إلا أن الكثيـرين ما زالوا لا يعـرفون المدونة أو الـ Blog
جائت هذه الصفحة لـ تعريف الناس بالمدونة و بأصحاب المدونات و أفكارهم ..
قصصهم و حكاياهم و يومياتهـم .. أفكارهم و آرائهم
:
ضيفي الأول كان الفنـان و رسـّام الكاريكاتير : بـدر بن غيث
صاحب مـدونة ( منع في الكــويت )
ظــهر سريعاً .. كـ شخصية تــلفت الانتباه بنشــاطه و تحــركاته الســريعة في عـــدة أمــاكـــن
يبلغ من العمــر 29 عـــام
مــوسيــقاه المفــضلة : الطمبــورة \ اهتماماتــه : الـــكويت \ قصــته المفضلة : ليــلى و الــذيب !!
هـــكذا هو من بعيـــد .. شخصيـة تــقليدية للــغاية ، لـــكن .. ما أن تقتـــرب منه حتى تكتشفه سـريعاً
و تــراه كــ زوبعــة رمليــة لا تــكف عن الدوران .. يــحاول أن يبقى دائــماً على أهبـة الاستعداد
و العطــاء .. لماذا ...؟!
لأنه مــواطن .. عايش بالكــويت و من " أجلها "

هو بــدر بن غـــيث
هنــا نلتقي بـه

صورة " عمود الصفحة "


المقابلـة

:


مع جزيل الشكر لـ ضيفي بدر بن غيث
تحياتي

:)



السبت، 6 فبراير 2010

كـلام في بـالي

بداية : لا أحسن التخاطب مع الشاشات
و مع قطع مربعـة تنام عليها الحروف صامتـة .. جامـدة
فلا تغريني للكتابـة و لا تحرك عقلي و أفكـاري المتراكمـة فوق بعضـها .
:

إنـه شهـر فبـراير .. يبدولي مبتسماً عندما أنطـق إسمه
هو مميز .. فلا يزيد عن 28 او 29 يومـاً - فبراير أو فيبروس .. إلـه النقاء " اليوناني "
و هو في اللغة الفلندية .. شهـر اللؤلؤ
فبـراير .. هو أعيـاد الوطـن - بعيـداً عن كل ما يحصل الآن تحت هذا المسمى -
فبـراير .. هو عيـد الأم
هو عيد القـدّيس فالنتاين

هو الشهـر الذي يتزين بـ زهر القرنفل
و حجـر الزمـرد

هو مـليء بالبهجـة .. مهما اختلف تعريفنا لكل عيـد من أعياده
و مهما اختلفت صـورة تعاملنا معه ، البعض يرى أنه ليس بالضرورة أن يكون هناك يومٌ معيـن لـ مناسبة معينة
ما دمنا قادرين على إحيـاء هذه المناسبة على مـدار السنـة ، بحسب أختلاف مبادئ كلٍ منـا و كذلك أختلاف طرق قيـاس الأمور

:

في سـاعة حب .. كانا على مـوعد

و في كل مـرةٍ كان يسمع صوتها ، شعـَر بأنه يتنفس لأول مرة

شعـَر بأنه يرى الدنيـا بألوان لم يبتكرها فنـان

شعـَر بأنه يسمع صوتها .. و يصغي لـ كلامها كـأول مرة

كأول نبضة .. كأول كلمـة

و كما تريـد المرأة من الرجل الأمـان .. أراد هو منـها الحب .. أراد منها الحيـاة
كل ما كان يريـده .. أن تعطيـه الحيـاة .. أن تجعله يعيشها كمـا لم يحلم من قبــل ...

كل الأحـلام كانت بين يديه .. كل الألوان كانت في أيـامه
إكتفى بها .. .. كان كل هذا ، بل كانت هي كل هـذا

قبل أن يبـرد وهج صوتـها
و تسيـر عجلة التغييـر على حقيقتها
قبـل أن تنسى حيويتها في ماضيها .. و نست معها حقيقة أنها لم تكن يوماً
كما هي اليــوم ...

فـ قال لها .. بـ قلبٍ نازف
و بـ صوت تلطخة مـرارة إنتظار طويل .. لم يثمـر

أبيـضٌ صوتـك كالَثلْـج
و إني أكـره الثلـج الـذي
يـسقُطُ مِن صـوت النسـاءْ ..
أكــره الصـوت الـحيـاديَّ الـذي
لـيسَ في أوتـارِهِ حـبٌ و لا كـرهٌ ..
و لا غيــمٌ .. و لا صـحوٌ
و لا مـوجٌ .. و لا بحـْـرٌ
و لا بـرقٌ . و لا رعــدٌ
و لا بحـّة مزمـارٍ
و لا قطــرةُ مــاء ...1

الحب لا يكتفي بـ ذاتـه
و لا يــروي نفسـه من جــفاف طـوال الوقت و الأيــام
القلب .. يحتـاج لإصـرار يحيط بـه .. كي يظل دوماً في حالة إقتنـاع
أو في حـالة إنصـيـاع .. لأحدهم

فإن توقف العطاء .. نفـذ مخـزون الـرد
و جفـت جـذور القلبيــن

الحب بـ حاجة لـ مواجهــة .. بـ حاجة لأن يفهم
لمَ هـو يصـر على البقـاء معه \ معها .. لا تتوقفوا يوماً عن إقنـاع الطرف المقابل
بأنكم تستحقون قـربه .. و بـأنه يستحق الوجـود داخل عالمكم .. و إلا انسحب هذا الطرف .. مع انسحـاب الحيـوية من نبضكم .

و إن كان التغييـر .. هو الشيء الوحيـد الثابت في هـذه الحيـاة
فإن الإنسان قادرٌ ، على أن يجعل أي تغييـر في خدمتـه و لـ صالحه

حتى لا تصبح حالة الحب .. غـربةٌ إضافيـة إلى جانب الغربة التي نعايشها في كل يوم من أيامنا المتقلبة
حتى لا تمسي تلك الحــالة :

منفى آخــر
و اغتـراب آخـر
و رحيــل آخـر دون رجــاء
و أنـا أرجـف من بـردي ..و من خـوفي ،،
و من شـّة إحبـاطي ..
و لا أدري إلى أيـن المصــير ؟! 2

:

الكتـابة عن الحب .. سهـلة أكثر من أي وقتٍ مضى
ذلك لأن قصص الحب اليوم .. أصبحت تكتب على الجدران
و فوق صفحات الجـرائد ...

قصص الحب اليـوم منهكـة .. متعبـة .. تستهلك كل يـوم .. بأزهـد الأثمان
عبـر أثير الهواتف المحمولة .. فـلا يرتاح يوماً
و لا يكون تولد في القلب نبضـة .. حتى فضحناها ، فـ تمـوت خجلة .. مرتبكة في مهدهـا ..

لم يعـد الحب .. ذلك السـر الجـذّاب الذي يهمس في الآذان
و لا ذلك النبـأ المثيـر الذي ينتشي له الجسـد .. و تنتعش به الـروح

قــتله عصـر السـرعة ..
فلا نجـد مسـاعد .. يذهب لزيـارة البحر كل ليلـة
إنتظاراً لـ وسمية .. و تبجيلاً لـ هذا العالم الأزرق الذي يحتضن جسـد حبيبتـه
في قصـة خلـود أبديـة .*

لا نجـد .. وفـاء تقرأ بـ شغـف رسـالة خطتـها أنامل هشـام
قـرب النافـذة .. تكاد لا تميـز أحرفها لـ شدة أضطراب نبضها ..
و لا نجده ينتظر أياماً طويلة .. لـ يراها من بعيـد متشحة بـ سوادها ، و هي في عينـه أميـرة متوجة
لـ يقول في قلبه .. كل مـرة : تبـدو فاتنـة كما لم تبـدو أبداً
في قصـة وفاءٍ نـادر .

:

لكن حـب الوطـن .. عشـق الأرض ..
لم يكن يوماً سلعـة رخيـصة
و لن يكـون يوماً تكراراً يمـر دون أن ترتعش أوصالنا له
سـ يبقى عصيـاً على كل من ارتـدى قناعاً يكشف بـه نفسه .. و يفضح به زيـف كلامه

الأرض .. الوطـن .. الديـرة
الوطنيـة ليست أغنيـة . ليست شعاراً او رايـة نرفعها في "يوميـن" من أيام السنـة
أو كلمـا تذكرنـا منـاسبة معينـة .. أو كلمـا حلت مصيبة أو كارثة وطنيـة

الوطنيـة .. ليست قنـاة تبث الشكوى و التـذمر طوال الأيام و الساعات
الوطنيـة .. ليست علم بألوان أربعـة ، و لا مقالات ناريـة .. و كلمات لاسعــة

هي "قطعاً" ليست المسيرات .. و أكوام عبوات الفـوم .. هي ليست الفوضـى
و ليسـت رمزاً و لا صـورة .. بل الوطـن هو الـرمز الأوحـد ، و لا شيء\ أحد آخـر سيأخذ منه هذه المكانة

الوطنيـة معنى سامي .. لا تكفيه الكلمات
هو ذلك المعنى الثمين ، الذي تترجمـه الأفعـال و النوايـا الحسنة
هي النظـرة العميقـة .. التي تنقـل الحال إلى حالٍ آخـر
هي القرار الجـريء .. الشجـاع ...

سنــرجع الــكويت ، مهما امتـدّت الأيـام
و نرجع البحـر إلى زرقتــه
و نرجع الفجر إلى حمـرتـه
و نرجع الطفل إلى لعبتـه
و نـرجع الأبـراج في الـكـويت مستقيمة 3


لا أجـد قـلبي قـادراً على أن يفـرح
و لا أجد في نفسي القـدرة على أن أتفرج على "المسيرات" و مظاهر الفرح المزيفة ، و الديـرة تئـن
و العجـائز يشعرون بـ غـربة على هذه الأرض
و المصالح مشتتـة .. و السـرقات ماضية في طريقها

لا أجد في نفسي القـدرة على ذلك ..

من قتل الـكـويت ؟
لا أحـد يجـرؤ أن يقول ( لا )
فـ كلنا شـارك في جريمـة القتـل..
و في تـربية الثعـبان
و كلنـا شارك في صنـاعة الشيـطان
و كلنـا نصفق للـطغاة و الطغيـان
فـ كيف نشـكو من أوثاننـا ..؟!
ألم تــكن حـرفتنــا أن ننحـت الأوثــان !!؟ 4

أفضـل الجلوس في ركـن هادئ .. و أنـا أغذي شعـور قلبي تجاه أرضي
و أنا أرسم طريقاً .. أصل بـه للنـجاح لأرد جميل الأرض
و أدفـع ثمـن الحيـاة ، بالتمام و الكمـال

سأشعل شمعـة الأمل لأجل الوطـن ...


:

نقطة تـوقف :
كل ما مضى .. هو مجرد "فضفضة"
و الفكـرة التي كانت في الخـاطر .. دونتها ، لـ تولد كلمة أخرى
و فكـرة أخرى

كل الــود





* رواية الأديبة ليلى العثمان - وسمية تخرج من البحر
1 - 2 : نـزار قبـاني
3 - 4 : سعـاد الصبـاح