بــداية : عزيزي المواطن .. كن مدركاً لأهمية أن يتمتع غيرك بــ حــريته .. و عدم إزعاجه
أو مضايقته اثناء الاحتفالات بأعيادنا الوطنية .. الاعلام الأمني
:
وضعت خطة لـ يومي هذا .. يوم السبت قبل يومين من الآن
تغيرت الخطــة .. قمت بمشاورة أخي .. فقد مللنا الأماكن المغلقة و المجمعات .. !
قررنا الذهــاب للمركز العلمي .. بحثاً عن " تغيير الجو " و الوناسة ..
و برغم فوضى الزحام ..إلا اننا استمتعنا .. كنت برفقة اخي الأصغر و اختي الكبرى و طفلتين
كان مشواراً خفيفاً كما تمنينا ..
نزل الظلام .. و بـَردت نسمات الهواء
عدنا إلى سيارتنا .. و خرجنا إلى الشارع .. و في طريق عودتنا لابد ان نتجاوز المارينا مول
و عمارات شاكر الكاظمي .. فــ مشينا في خط الشارع المستقيم ...
قبل المرينا بـ قليل دخلنا بــ زحام .. و اكوام اوساخ و فوضى .. تسمى مسيرة ..
و فرحـة وطنيــة ..
قبل أن أكمل .. يجب أن انـوّه بأني حقاً و من كل قلبي أتمنى أن اتوقف عن " التحلطم ".. أتمنى أن أتمكن من إغماض عيني و إقنـاع نفسي بأن كل شيء على ما يرام
و لكن .. هناك ما يفقأ عيني .. و يشد أذني حتى أثنــاء محاولتي العميقة للتجاهل !!
قلت : الله دخلنا في المسيرة !
كنت سعيـدة و رائقة المزاج .. و كنـّا " نسولف" و نداعب الطفلتين ..
أنا إلى جانب أختي و اخي في الخلف ..
"نتطمش" و نبتسم للأطـفال المتناثرين على أطراف الأرصفة .. يتراكضون
و يلعبون بـ نوع من " الدفاشة " لا أدري بالضبط أين ذويهم ..بينما يجري هـذا على حافة الشارع
منظر مثير للقلق !!؟ لا أدري .. لقد اتفقنا على إغماض اعيننا بـ شدة و إصـرار
استمروا بــ ذلك
- سيارات مكتظة بـ مراهقين .. بدءاً من 18 سنـة " للسائق طبعاً " و الباقي ربما يسبقونه أو يتأخرون عنه في العمر
قــيادة تخلو من الفن و الـذوق .. تهـّـور
رؤوسهـم تمتد خارج النوافـذ .. وجوههم ملثمة " بالشماغ " أو الـعلم !
منظـر مثير للتساؤل !!؟ ربما .. و لكن أرجوكم ...
تابعوا إغماض أعينكم بـ شدة و واصلوا الإبتـسام
- على الأرصفة .. التي بين الشارعين " الرايح و الياي " أو على الأرصفة المجاورة للشوارع " على اليمين و اليسار "
فتيات .. تتراوح اعمارهن بين الـ 18 و 20 .. وما فـوق
حشـرن أنفسهن بـ تي شيرتات طويلة و قصيرة .. و جينز skinny و حجابات منفوخـة
و ربما خصل شعر مفرودة .. أو متناثرة متطايرة ، فتيات بهذه الوصف .. يهيمون على وجوههن على الأرصفة
يبدو لي أنهن يمشين إلى وجهة غير معلومة .. غير محددة .. غير واضحة بتاتاً
و لكنهن يـواصلن المشي .. يواصلن و لا أحد يتسائل ،لا أحد يوقفهن أو يلقي نصيحة في طريقهن .. أبداً ...
منظـر " يبط الجبد " و يشعل جمـرة في الفؤاد .. لكن .. أرجوكم شـدّوا على جفونكم أكثر
و اسحبوها إلى أسفـل .. إلى أسفـل
..
كنت في موقع المشاهد .. أو المتـفرج ..
لأن الوضع كان " فرجـة " .. كنت أتابع من خلال نافـذتي
التي ما لبثت إلا و غطتها رغـوة " فووم " طائشة إنطلقت من إحدى السيـارات
تابعت المشاهدة .. و فـجــــأة !!!!
صفعتني بــرودة الهواء الذي دخل بــ قـــــوة من الخارج إلى السيــــارة ..
ذهـــلت .. نطقت كل ملامحي بالدهشة و الصدمــــة !!!!!
بــاب السيــارة .. !!! إنـــه مفتـــوح على اتـساعه
يقفـــز إلى هذا الاتساع بــ سرعة البرق .. صَـبِيـان إثنان.. ألوذ بسرعة إلى حـضن أختي و أدفن رأسي فيه
بينما تنزل على ظهــري بـرودة ميـاه يرشـونها بـ عنف من مسدساتهم المائية !!!!
لا أعي شيئاً .. فقط أدفن رأسي أكثر .. و أغمض عيني أكثر ..
و أنا أشعـر بجسد أخي يمتـد فوق مسنـد كرسيي .. و أسمــع أختي تصـرخ بهم بـ توتر اجتاحها فجـأة في وسط لحظة هادئة !!
ارفع رأسي للحظات بهلع .. احاول أن أصل لـ يد الباب .. لأشـدّها ..
فـ تصل المياه لـ وجهي و يدي ..!!!
تضغط أختي بـقوة على دواسة البنزين فــ يـُغلق الباب .. و نمـر بعدها مباشــرة على دورية شرطة
تقف بـ وداعـة و صمت.. على بعد خطوات مما حدث ...
نعيش الصدمة .. طوال الــ 28 دقيقة التي لزمتنا للخروج من الفوضى
و بعد أن تأكدنا من قفل الأبواب أكثر من 3 مرات .. مررنا بــ محاولتيين أخريين لـ فتح أبواب السيارة
هل يعقل هــــذا !!؟
أعرف أن التأكد من قفل الباب شيء ضروري .. و لكـننا لم نحسب أننا نمــر بـ غوغاء همجيين
صبيــة لم تطلهم يـد التربيــة .. و لا لسـان النصح .. و لا قواعد الأدب و التهذيب و الذوق !!
حقاً أنــا مقهورة
هل يعقل هـذا !!؟
هل يعقل .. أن تتم مهاجمة السيارات و العائلات بـ هذا الشكل
من قـِبل صبيـة و شباب الكويت .. شباب الديــرة
قلت : تباً للبيئة التي أخرجتكم ..!!
غريــب .. أليس كذلك .. ؟
كيف تتغير أحوالي و أقوالي بعد 20 دقيقة من دخولنا في تلك الفوضى ؟!
التي كنت قد أسميتها مسيــرة
:
بعد مرورنا بـ هذا الموقف .. و التقاط أنفاسنا و التأكد من سلامة أطفالنا ..
تغيرت نظرتي لـ جيل الأطفال الذي يتربي على الرصيـف ..
في يــده عبـوة "فووم" .. يتعرف على مفهوم " الوطنية و الوناسة " من خلال هذه العبـوة
تغيرت نظرتي للسيارات المكتظـة بـ المراهقين .. دشاديشهم البيضاء المهترئة
و رؤوسهم المكشوفة غالباً .. أو الملثمة تارة أخرى..
رؤوسهم أو ايديهم الممتدة إلى خارج النوافذ .. ايديهم تمسح طبقـات الرغوة على سيارتهم و نوافذهم بـ " الكلنكس "
و ذات اليــد .. تلقي المناديل المكورة للخارج .. يتكرر المشهد أثناء وقوفنا لدقيقة أكثر من 6 مرات
عددتها لا شعورياً ..
كتبــوا على سيارتهم من الخلف ... ( الــــكــــويت تستـــاهــــل )
:)
مُضحك .. مُبكي
تغيرت نظرتي أيضاً للبنــات الهائمات .. بالأعلام الملفوفة على خصورهن
:
فعلت بي تلك اللسعات البـاردة .. فـِعل يد الممرض المبللة بالماء البـارد عندما أمسك بـ وجهي لأستفيق
في غـرفة العمليـات ذات يـوم .. فعلت بي ذات الـفعل .. فإسـتفقت
بالرغم من فـارق الـمكان .. و فارق الحكاية .. إلا أنّي فتحت عـينّي على إتــساعها ..
أزلت الغشـاوة .. و شددت الأجفـان إلى أعلى .. أعلى
بكل ما في رغبتي على التغيير من إصــرار .. و بكل ما في التغيير من جـرأة