
..
مما لا شك فيه انني اخترت وقتا سيئا لكتابة هذه السلسلة التي لم احضّر لها مسبقا " على الورق " ، اقتصر التحضير على افكار تدور في اروقة عقلي ، وقتٌ سيء ...
بمعنى انه يعاكس حالتي المزاجية عموما .. و العاطفية خصوصا ، فقد اصابها ضمور حاد لا سيما في الايام الماضية .
احترت كثيرا .. و ارتكبت اكثر ، اثناء كتابتي للرسالة الأولى من هذه السلسلة القصيرة \ الطويلة
رغم ان الفكرة " ركبت راسي " لفترة طويلة ، لكن .. القلق ليس جديدا على أي بداية اختارها في حياتي ...
شهـــ ــــ ــــيق طــــويل
ثم قررت البدء بلا مزيد من التردد ...
**
ادعى " ..... " نشأت في بيئة عادية .. استمريت في النمو بين اخوتي ، في بيت كان في نظري انا الطفلة منتهى الدفء و الامان و الانتماء .. و ما زال ، بيت تحيط بأجواءه الخصوصية.
تجمعني غرفة واحدة بأخي و أختي .. انا اصغرهم .. كل ما بيننا كان مشتركاً ، المساحة في منتصف الغرفة مخصصة لألعابنا و فوضى اعمارنا الصغيرة و خزانة ملابسنا الكبيرة و أسرّتنا المتلاصقة .. و في الليل حين ننام و ينبعث القرآن من المسجّل ليدخل آذاننا في وقت واحد ، حتى احلامنا تمسي مشتركة ...
هكذا كان عالمي .. و حتى عندما انفردت في غرفة خاصة عندما بلغت المرحلة المتوسطة ، ظلت الافكار نفسها تراود خاطري .. و الاحلام ذاتها تداعب ليلي .. لا شيء غير الطفولة و المرح و الاسرة و اولئك الفتيات ذوات الشعبية في المدرسة ... الخ
انا الان في العشرينات من عمري .. عاطلة عن العمل منذ نهاية الفصل الدراسي الصيفي 2008 .. و ما زلت ...
ربما اليوم .. استطيع ان اقول بأن عالمي قد تغير ، شرحت هذا في رسالة سابقة من رسائل هذه المدونة ، و لأكون اكثر قربا منكم .. هو عالمٌ لا يختلف كثيرا عن عوالمكم .. ربما بضع فروقات شخصية ، تشبه مساحة عالمي .. مساحة الحريات على أرضنا .. و آمل ان اطبق بعض اعمال التوسعة الجادّة .
فترة " ما بعد التخرج " التي امر بها .. هي المعاناة التي ما مفر منها للأغلبية " فالبعض يتمنى البطالة .. و يعشق الكسل و الربادة " .
تختلف بطبيعة الحال .. طريقة تعامل كل شخص مع كمية الفراغ الهائلة التي يواجهها في هذه الفترة ، و لكن بالنسبة لي .. فقد كنت اضخّم من " بعبع " هذه الفترة منذ بداية فصل التخرج .. في الشهر الأول .. شعرت كما يشعر من يتلقى علاجا كيميائيا مع الدقائق الاولى لدخول محلول العلاج الى دمه .. فـ اثناء استلقاءه على السرير الابيض .. يمر بـ انواع المعاناة مع استنفار الجسد اثناء استقبال هذه المادة الدخيلة على الشرايين ، فـ يصيبه غثيان حاد .. مرورا بآلام حادة لا تطاق .. وصولا الى التعرق الكثيف و الرؤية الضبابية ..!!
هكذا كانت تتنوع معاناتي .. مع فارق التشبيه بالطبع ، فـ من اصابتي بـ حالة الخمول .. مرورا بـ الملل الكئيب .. وصولا لأعصابي الثائرة لمدة 20 ساعة في اليوم ، و كان السبب هو حالة عدم التصديق و الرفض لـ حالة الفراغ التي سأبقى اعاني منها الى حين غير مسمى .. و انعدام احساسي بأني املؤها بشكل مقنع في نشاطاتي المنزلية .. او الخارجية ان وجدت .
و لكن .. كما هو متوقع ، وصلت الى مرحلة التعود .
..
في ظهر احد الأيام القريبة استيقظت فكرة - الضياع أول الطريق - .. بسبب
" مكالمة "...
بعيدا عن حيثياتها .. التي سـ آتيكم بها لاحقا ، اقول لكم .. نعـــم ...
لم آتي بما هو جديد ، فالجميع يتكلم عن الحب بمختلف اللغات و التصاوير ، و لكن تبقى المعايشة اليومية مختلفة بكل ما تحمله من تفاصيل .. و تبقى أرض الواقع بعيدة – ولو بمسافة بسيطة – .. عن فضاءات الورقة و القلم ...
أحببت ان اقارب بينهما .. الى حد الكشف ، لأتكلم عن واقع .. جمّلت تفاصيله الكتابة
او ظلــمت مصداقيته الأيام ...
ما زلت ادور حول المقدمات .. التي اعتبرها ضرورية ، فهي من سيقربكم للفكرة و تفاصيلها .. و الشخصية و تجربتها .
**
اول ما يتبادر للذهن بعد كلمة " حب " هو الجنس الآخر ...
و انا لم أعرف عن الجنس الآخر ، أكثر من رؤيتي لهيئتهم الخارجية .. في اولاد عمي و ابناء الجيران و الغرباء ...
و ظلت تلك الفكرة وحيدة بداخلي .. حتى بلغت في دراستي المرحلة الثانوية ...
و دخلت من باب مدرستي الجديدة مبتسمة بأتساع في بداية يوم تخيلته كأجمل ما يكون .. ما أن وصلت الى الساحة الداخلية حتى تلاشت ابتسامتي و التصقت انا و حقيبتي بأحد الجدران .. تحيط بي اشد معاني الغربة " في ذلك الوقت " كنت خائفة كما يخاف الطفل عندما يذهب الى – الروضة – لأول مرة ..!!
و ما ان لمحت احدى زميلاتي في المرحلة المتوسطة ، حتى هرولت ناحيتها هربا من هذا العالم الجديد .. و ناديتها بلهفة و انا الوّح بذعر .. " فجر .. فجر ..."
..
بعد انقضاء طابور الصبـاح .. كنت أقف في طابور طويل ، انتظر الوصول لتلك اللوحة .. لأبحث عن اسمي و مرشدتي العلمية ، و أحصل على الجدول الدراسي ...
عندما وصلت .. كانت شمس الظهيرة تشع في كبد السماء ، فجلست بوهن على عتبة الممر .. و استخدمت الجدول كمروحة ورقية لتحرك الهواء الساخن الساكن.. علّه يتحرك !
كانت عيني تتركز على الارض .. تملأ نظراتي الخيبة ، فلم يكن هذا اليوم الذي حلمت به .. كـ طالبة في الثانوية .. كنت احلم بصف مكيّف و ادراج منسّقة و مدرّسات محترفات .. و جو دراسي مشرق !!
تلك الافكار كانت تراودني .. عندما لاحظت قدمين تقفان امامي ، رفعت نظري لوجه تلك الغريبة .. التي قالت فور وصولي لوجهها...
" لو سمحتي .....!"
..
للحديث بقية ...
مما لا شك فيه انني اخترت وقتا سيئا لكتابة هذه السلسلة التي لم احضّر لها مسبقا " على الورق " ، اقتصر التحضير على افكار تدور في اروقة عقلي ، وقتٌ سيء ...
بمعنى انه يعاكس حالتي المزاجية عموما .. و العاطفية خصوصا ، فقد اصابها ضمور حاد لا سيما في الايام الماضية .
احترت كثيرا .. و ارتكبت اكثر ، اثناء كتابتي للرسالة الأولى من هذه السلسلة القصيرة \ الطويلة
رغم ان الفكرة " ركبت راسي " لفترة طويلة ، لكن .. القلق ليس جديدا على أي بداية اختارها في حياتي ...
شهـــ ــــ ــــيق طــــويل
ثم قررت البدء بلا مزيد من التردد ...
**
ادعى " ..... " نشأت في بيئة عادية .. استمريت في النمو بين اخوتي ، في بيت كان في نظري انا الطفلة منتهى الدفء و الامان و الانتماء .. و ما زال ، بيت تحيط بأجواءه الخصوصية.
تجمعني غرفة واحدة بأخي و أختي .. انا اصغرهم .. كل ما بيننا كان مشتركاً ، المساحة في منتصف الغرفة مخصصة لألعابنا و فوضى اعمارنا الصغيرة و خزانة ملابسنا الكبيرة و أسرّتنا المتلاصقة .. و في الليل حين ننام و ينبعث القرآن من المسجّل ليدخل آذاننا في وقت واحد ، حتى احلامنا تمسي مشتركة ...
هكذا كان عالمي .. و حتى عندما انفردت في غرفة خاصة عندما بلغت المرحلة المتوسطة ، ظلت الافكار نفسها تراود خاطري .. و الاحلام ذاتها تداعب ليلي .. لا شيء غير الطفولة و المرح و الاسرة و اولئك الفتيات ذوات الشعبية في المدرسة ... الخ
انا الان في العشرينات من عمري .. عاطلة عن العمل منذ نهاية الفصل الدراسي الصيفي 2008 .. و ما زلت ...
ربما اليوم .. استطيع ان اقول بأن عالمي قد تغير ، شرحت هذا في رسالة سابقة من رسائل هذه المدونة ، و لأكون اكثر قربا منكم .. هو عالمٌ لا يختلف كثيرا عن عوالمكم .. ربما بضع فروقات شخصية ، تشبه مساحة عالمي .. مساحة الحريات على أرضنا .. و آمل ان اطبق بعض اعمال التوسعة الجادّة .
فترة " ما بعد التخرج " التي امر بها .. هي المعاناة التي ما مفر منها للأغلبية " فالبعض يتمنى البطالة .. و يعشق الكسل و الربادة " .
تختلف بطبيعة الحال .. طريقة تعامل كل شخص مع كمية الفراغ الهائلة التي يواجهها في هذه الفترة ، و لكن بالنسبة لي .. فقد كنت اضخّم من " بعبع " هذه الفترة منذ بداية فصل التخرج .. في الشهر الأول .. شعرت كما يشعر من يتلقى علاجا كيميائيا مع الدقائق الاولى لدخول محلول العلاج الى دمه .. فـ اثناء استلقاءه على السرير الابيض .. يمر بـ انواع المعاناة مع استنفار الجسد اثناء استقبال هذه المادة الدخيلة على الشرايين ، فـ يصيبه غثيان حاد .. مرورا بآلام حادة لا تطاق .. وصولا الى التعرق الكثيف و الرؤية الضبابية ..!!
هكذا كانت تتنوع معاناتي .. مع فارق التشبيه بالطبع ، فـ من اصابتي بـ حالة الخمول .. مرورا بـ الملل الكئيب .. وصولا لأعصابي الثائرة لمدة 20 ساعة في اليوم ، و كان السبب هو حالة عدم التصديق و الرفض لـ حالة الفراغ التي سأبقى اعاني منها الى حين غير مسمى .. و انعدام احساسي بأني املؤها بشكل مقنع في نشاطاتي المنزلية .. او الخارجية ان وجدت .
و لكن .. كما هو متوقع ، وصلت الى مرحلة التعود .
..
في ظهر احد الأيام القريبة استيقظت فكرة - الضياع أول الطريق - .. بسبب
" مكالمة "...
بعيدا عن حيثياتها .. التي سـ آتيكم بها لاحقا ، اقول لكم .. نعـــم ...
لم آتي بما هو جديد ، فالجميع يتكلم عن الحب بمختلف اللغات و التصاوير ، و لكن تبقى المعايشة اليومية مختلفة بكل ما تحمله من تفاصيل .. و تبقى أرض الواقع بعيدة – ولو بمسافة بسيطة – .. عن فضاءات الورقة و القلم ...
أحببت ان اقارب بينهما .. الى حد الكشف ، لأتكلم عن واقع .. جمّلت تفاصيله الكتابة
او ظلــمت مصداقيته الأيام ...
ما زلت ادور حول المقدمات .. التي اعتبرها ضرورية ، فهي من سيقربكم للفكرة و تفاصيلها .. و الشخصية و تجربتها .
**
اول ما يتبادر للذهن بعد كلمة " حب " هو الجنس الآخر ...
و انا لم أعرف عن الجنس الآخر ، أكثر من رؤيتي لهيئتهم الخارجية .. في اولاد عمي و ابناء الجيران و الغرباء ...
و ظلت تلك الفكرة وحيدة بداخلي .. حتى بلغت في دراستي المرحلة الثانوية ...
و دخلت من باب مدرستي الجديدة مبتسمة بأتساع في بداية يوم تخيلته كأجمل ما يكون .. ما أن وصلت الى الساحة الداخلية حتى تلاشت ابتسامتي و التصقت انا و حقيبتي بأحد الجدران .. تحيط بي اشد معاني الغربة " في ذلك الوقت " كنت خائفة كما يخاف الطفل عندما يذهب الى – الروضة – لأول مرة ..!!
و ما ان لمحت احدى زميلاتي في المرحلة المتوسطة ، حتى هرولت ناحيتها هربا من هذا العالم الجديد .. و ناديتها بلهفة و انا الوّح بذعر .. " فجر .. فجر ..."
..
بعد انقضاء طابور الصبـاح .. كنت أقف في طابور طويل ، انتظر الوصول لتلك اللوحة .. لأبحث عن اسمي و مرشدتي العلمية ، و أحصل على الجدول الدراسي ...
عندما وصلت .. كانت شمس الظهيرة تشع في كبد السماء ، فجلست بوهن على عتبة الممر .. و استخدمت الجدول كمروحة ورقية لتحرك الهواء الساخن الساكن.. علّه يتحرك !
كانت عيني تتركز على الارض .. تملأ نظراتي الخيبة ، فلم يكن هذا اليوم الذي حلمت به .. كـ طالبة في الثانوية .. كنت احلم بصف مكيّف و ادراج منسّقة و مدرّسات محترفات .. و جو دراسي مشرق !!
تلك الافكار كانت تراودني .. عندما لاحظت قدمين تقفان امامي ، رفعت نظري لوجه تلك الغريبة .. التي قالت فور وصولي لوجهها...
" لو سمحتي .....!"
..
للحديث بقية ...