الثلاثاء، 5 مايو 2009

الضياع أول الطريق part 3 >> الخـــروج ...







التعب \ الاجهاد الذهني ، هو كل ما كنت اشعر به في الايام الماضية ، لهذا السبب اكره عادة التفكير المستمر في نفسي .
و حتى ترتيب النقاط الرئيسية في أي موضوع اود كتابته او الحديث فيه يبدو شيئا متعبا للغاية و معقدا ...
قد يكون السبب هو عمق الارتباط مع تلك الاحداث و محاولة الانغماس فيها و تقمص حالتها من جديد ، و قد يكون الصدق هو السبب .. فكل ما هو صادق يقتضي مكاشفة الذات و المواجهة .. و المواجهة الحقيقية لم تكن يوما شيئا هيّنا .. لاسيما ان كنت تنوي مواجهة كل شيء و أي شيء .. حتى تلك الاشياء التي تخافها او تهرب منها .

في الامس فقط .. كنت اشاهد فيلم الراقصة و السياسي .. بطولة نبيلة عبيد ...
ليس هناك الكثير مما يذكر في الفيلم ، الا كلمات سونيا الراقصة .. عن كثرة التفكير التي تفسد نكهة بعض القرارات و المواقف في حياتنا ...
و كلامها عن الندم .. ( لو كنت ندمت على كل المئالب اللي شربتها فـ حياتي .. كان زماني عيّانة بكل امراض الدنيا )

**

غبت طويلا ...
فـ حاجتي للاسترخاء كانت ملحّة .. و كان يبدو التركيز مستحيلا ما لم اقم اتخذ قرار " البريك "
و لكن ... هل تتصورون ان التفكير قد توقف .... ؟
ابدا ....

و ها انا اعود بالمزيد ، لأكمل سيرة ذات الفتاة التي قرأتهم عنها في الجزئين السابقين ....

**

كانت فتــاة غلافها حساس .. جو من العزلة – غير المملة – و قليل من الاضافات و الضحكات .. يرضيها و يشبع حاجتها اليومية ...
تعيش ببراءة عقل اصغر من عمرها بسنتين على الاقل ، كان قد مضى وقت طويل على اخر مرة دغدغت فيها كلمة ناعمة مسامعها ، و بينما كانت هي صاحبة المبادرة في مواقف عديدة ...



لم يبادر احد من اجلها بشيء ، لم يقصــدني احد طالبا مني الصداقة .. لم يقصدني احد و هو يمــد إلي كفـــوف الود و المحبة ...



كنت متنقلة ببساطة بين الاشخاص و حبي لهم .. الذي سرعان ما اجدهم قد تخلوا عنه .. عند اول مفترق طرق يصادفنــــا.

فـ كان من السهل .. بل من البديهي ...



انا اتجاوب سريعـــا ، و أسرع من المتوقع مع تلك الفتاة ...



ذات الملامح البسيطة الدقيقة .. التي تقدمت و طلبت مني الصداقة و عبرت لي عن اعجابها منذ ان رأتني في يوم سابق في احد المجمعات !!



اعرف ان تبريرها يبدو مريبا .. و لكــن لم افكــر في هذا نهائيا



فقد غمرني اندهاش اللحظة .

كل هذا .. كان دافعا اكثر من كافٍ بالنسبة لي كي اختـــم على طلب صداقتها بالموافقة الفـــورية



فتحت لها القلـــب الساذج .. و دفتر الاسرار الخالي ...



ما الذي يجعلها تقـــدم على هذه الخطـــوة ما لم تكن صادقة .؟!



**


كانت تلك الفتــــاة .. اول سطر في فصل اكتشافي للعالم الآخر



عالم الرجل

و العالم المشتـــرك .. بين المرأة و الرجل ...



كنت التقيها بين الساعات الدراسية

في الممر .. او على الدرج ...



و نتحدث عما بدأنا الكلام عنه في الصباح او في الفرصـــة .. كان الكلام بيننا لا يتوقف بأختصار

تحكيلي عن خلافاتها مع والدتها .. و صراخ والداها طوال اليوم .. و تمــردها .. و كرهها لأهلها .. و و و ...!!



كانت نافذة مفتوحة على مجتمع لم أرَ منه .. سوى بيوت من نعرفهم ، و هذه البيوت .. لم اعرف عنها الا كل خير ...

و الى يومنـــا هذا .. لا ادري ان كانت هذه الفتـــاة قد استغلت صداقتي لسبب ما .. او كانت بحاجة فعلا لـ صديقة .!!






بعد فتــرة بسيطة . اخبرتني بالسبب الرئيسي لـ خلافها المستمر مع والدتها ...
همست لي بأسمه ( بــدر ...) و اشتعل في عيني فضــول لمعرفة المزيد



و اخذت تدور بي في دائرتها المحظـــورة .. تخبرني عن عمر علاقتهم ..و عن مكالمتهم الليليـــة ، و معاناته كـ شاب " بدون "

كيف تحبـــه .. و كيف حرمـــت منه .. و كيف تلتقيه ...

كيف هربت من بيتهم ذات مرة .. و لجـأت الى الدكان المجاور لتتصل به و تختبئ ريثما يأتي لأخذهــا

استقبـــل مكالمتها .. و خبر هربها .. و لكنه لم يأتِ أبــــدا ...



..



حديثها لم يشوقني .. بل كنت في كل مرة انتهي فيها من جلسة اعتراف معها ...

اشعر بأن السمـــاء ضاقت بآثامنا .. و ان الناس مدنسون بخطاياهم .. كنت اعتقد بعمق ، بأن ما يحدث .. هو خطأ فادح

سـ تدفع ثمنه هي كـ فتاة .. قبل أي شيء .. خاصة بوجود ذلك الكم الهائل من المشاكل التي تسوّر العلاقة .. و التمرد خارج حسابات العقل


لا يمكـــن لـ هذا زيف هذا الحب الفاشل ان يختبئ طويلا .. لا يمكن لـ علاقة كهذه ان تستمــــــر .




..



ظللت استنكر هذه الافعـــال .. و ما ان بدأت افصح عن استنكاري



حتى قابلتني موجة من التعليقات ....

- واااي معقدة !!

- اي و شنو يعني .. كل البنات يكلمون !؟




..




من المؤكــد أن اختياري للصديقات كان اختياراً .. تعيسا فعلا ...

فقد انتهت علاقتي بتلك الفتاة التي اعجز عن تفسير معرفتي بها الى اليوم .. عانيت طويلا من الوحدة التي عدت اليها بعد وصال عميق و طويل ...






و عندما تعرفت بثنائي جديد من الصديقات ...
ما كانت احاديثهم تخرج عن اطار .. فلان و علان .. قلنــا و فعلــنا و خرجنــا ...
و دائـــما كنت انا المستمعـــة .. كنت في الخارج ...




كنت وحيــدة بأفكاري .. و كلما تعالت اصوات الاثم .. كلما خفت صوتي الخجول ...
كلما تجرأت نظراتهن الفتية و تبدلت تصرفاتهن .. كلما تلاشت كلماتي التي لم تتعلم الجرأة بعد .



..




في أول يومي .. كنت ادخل في نـــزاع افكار الاثم و الفضيلة

و في منتصفه .. احلل تلك الافكار و اصنفها ...

و في نهايته .. الجـأ الى نفسي .. الى سريري و وسادة احلامي ...



كنت احدق في النافذة امامي .. و في لون الليل
و القمر الذي يطل احيانا من نافذتي .. في احاديثهن الغريبة عني ...






يومــــا بعد يـــوم

حلماً تلو حلم ....

بدأت الخيالات تنساب لـ عقلي .. و بدأت اسأل هاتفي المظلم النائم بجانبي ...
ترى .. كيف يبدو صوت الرجل في الهاتف ؟

هل يبدأ هو بالحديث .. ؟!



هل سيكون الحديث مشوقاً .؟!



..


و سرعـــان ..



ما اتسعت في داخلي رغبــة الخــــروج من عالمي ، للقيــام بأطلالة سريعة على عالمهم...



...



قلت لـ صديقتي الجديدة (د .ي ) عما يدور في بالي .. فـ ضحكت بصوت عالٍ ..
و قالت .. (و لايهمـــج .. نطريني الليلة و انا اقولج شنو نسوي ... )






..




للحــــــديث بقيـــة و بقايا

.....

هناك 4 تعليقات:

خديجة البهاويد يقول...

تتسع احلام الفتياة يوما بعد يوم
ومستحيل ان تضيق على رغباتهن الازلية
فتى الاحلام
وعشق القصص وغراميات روميو


لن تتغير هذه الاحلام مهما تغيرت اطباع البشر مع مرور الزمن

ومن الظلم حرمان العقل ولو بالتفكير بها






اسلوبك القصصي مدهش
دمت بود ^_^

غير معرف يقول...

انعكاس العزيزة ..
رقعة انغماسي الشاسعة بالخيال من ما كتبتي .. وما وصفتي ليست بالقليلة ابدا .. جميعها تدل على ابداعك في الوصف وقص القصص القصيرة المثيرة في اهتمامها ..

اشعلتي بي فضول مشابها لفضولك بعد همس صديقتك الاولى لأسم بدر .. ترى ما الذي حدث بعدما اعطتك تلك الصديقة .. د .. what ever لان اسم والدها لم يعد يهمني بعدما عرفت اولى حروف اسمها .. ( د ) وكأنه حرف ملعون للأبد .. يحمل صاحيه على الخطيئة مادام اخطأ في الحسبة من قرر تسميته بهذا الاسم :P
( قلبي متروووسة )

استمري في نجاحك في الكتابة .. فلست من النوع المنتظر لكلمة مدح من احدهم .. وكلي شوق لمعرفة التفاصيل القادمة ..

عفوا .. ما تعرفنا علىا لبطلة :P

sliwa يقول...

وااااااااااو

برافوو عليج إنعكاس جد إبدعتي في السرد ..

أكتفي بصمتي في حرم كلماتكِ ;)

حسناء

Princess Sarah يقول...

***آلهة الفنون ...
يشرفني مرورك ، واسعدتني اضافتج المهمة جدا ..
كل الشكر و التقدير عزيزتي

***غير معرف " عرفتج "
موون العزيزة .. نورت مدونتي بتعليقج
و سعيييدة اني قدرت اثير فضولج ، تابعي الاجزاء القادمة و انشالله اقدم افضل ما عندي

كل المحبة

***حمادة
شكرا لك اخي على الدعوة

***سليوا
و اكتفي بالصمت امام اناقة مرورك
تحياتي