الخميس، 8 يوليو 2010

هــرمون الإبتسامة


~ مدخل :
ماذا يحـدث لك .. عندما تقابل أناساً طيبون ؟!

.:.

عندما نشعــر بالسعادة . يكون ذلك بسبب هرمون السعادة
المسمى بـ هرمون الميلاتونين
هذا الهرمون الذي يتناقص مع مرور العمـر و يفرز بوفرة أثناء الطفولة
له تأثيره المهدئ على الجهاز العصبي ..
و لعل خير كلمة تصفه بأنه هو ( سـر السعادة )
و هـرمون الادرينالين الشهيـر..
هو سـر شعورنا بالخوف و التوتر و ضيق التنفس و الاضطراب و زيادة نبضات القلب و غيرها من الأعراض المضطربة .

لكن ! ما هو الهرمون الذي يفرز في عروقنا عندما نقابل الأصدقاء الطيبين .. و الشخصيات الملهمة ؟!
ما هو الهرمون الذي يدفعنا إلى قول المزيد من الكلمات بلا تنسيق و بلا انتباه ..!
ما هو الهرمون الذي يجعلنا نود أن ننظر إليهم بصمت و ملامحنا تنطق بالسعادة و الاندماج
أعتقـد أنه ( هرمون الإبتسامة )
الابتسامة بكل ما فيها من تفاؤل و قــوة و أمــل
هذا هو الهرمون الذي يسيطر علينا عندما نقابل أناساً طيبون

.:.

كان يومي عادياً منذ بدايته .. لكني و لسبب ما كنت أرى طيف ابتسامة غير صريحة على شفاهي ..
سألت نفسي : شنو السـر ؟!
و قبل أن اجيب .. نسيت أنني سألت نفسي هذا السؤال ...
و مضيت أستعد لأحداث يوم غير منسقة .. نظرة إلى جدول مواعيدي في عقلي ذكرتني بأني انتظر لقاءاً لـ صديق و شقيقته.

قبل أن أتجهـز .. و اعد مجموعة الكتب التي سأحملها لهم
جلست قليلاً أمام التلفاز.. تنقلت بين المحطات ، و رسيت على قناة العربيـة
لا أعرف لماذا أرسو على محطات الأخبار عندما لا أجد شيئاً مهماً !؟

برنامج وثائقي .. بدأ فوق أن استقريت على القناة
كتب على تتر البرنامج ( بنات دار الله ) ..
تسائلت و لم أنتبه جيداً للبرنامج قبل دقائق بعثرتها في التفكير هنا و هناك
قبل أن يجذبني ، هي امرأة بسيطة من إحدى مدن تونس .. متزوجة و تعيش مع أسرتها الصغيرة
قررت إفتتاح مشغل لتعليم و ممارسة الحرف اليدوية .. من حياكة و خياطة و تطريز و صناعة السجاد المحلي و غيرها من الحرف
و قررت توظيـف الفتيات المعاقات فيه .. و هو ما أثار حيرة و دهشة من حولها !
جميعهم ظنـوا أنها مخاطرة و أنها تدخل ميداناً غريباً عنها .. هي المرأة العادية التي لا تحمل شهادة و لا رخصة ، للتعامل مع هؤلاء المعاقين بمختلف إعاقاتهم .. من الإعاقات الذهنية .. إلى الجسدية ...

لكنها مضت في قرارها و افتتحت المشغل .. و من ( حلومة ) إلى ( زهرة ) إلى ( دنيا ) إلى ( ليلى )
و هن فتيات معاقات .. صغيرات السن من مختلف الأعمار ، مبتسمات دائماً .. بأسنانهن البارزة و ملامحن البسيطة الطيبة
سيقانهن الملتوية الهزيلة و أيديهن ذات القدرات البسيطة .. تجلس كل منهن خلف طاولتها .. و تغرز نظراتها بتصميم و إرادة و إصرار
في قطعة القماش أمامها .. أو في مغزل الخيوط أو السجاد .. يعملن بـ جد و إصرار و اجتهاد
و تطوف عليهن ( فريدة القاسمي ) صاحبة الفكرة و صاحبة المشغل , الذي هو بالمناسبة عبارة عن غرفة صغيرة غير مكيفة .. مفتوحة على الشارع الصغير المزين بالأشجار الخضراء ....
تطوف عليهن و تشرف على أعمالهن .. تحاورهن عن طموحهن و احلامهن
- حلومة واش تريدي تكوني ؟!
- طبيبة .. " ثم تطرق بـ خجل "

هي سعيدة جداً بهن .. فخـورة جداً
و تقول في أحدى مقاطع البرنامج : ( رغم الإعاقة إنهن يعملن بكل إصرار و اجتهاد .. رغم التعب و الجوع و الإعاقة ..
و انا الحمدلله ( صحِيحَة ) و يجب أن أعمل بأقصى طاقتي )

تنتظرهن كل صباح عند باب المشغل و تحاسبهن على التأخير .. و تعطيهن أجورهن آخر كل شهر
و تدعوهن إلى أن يكونوا أقوى من البكاء و أقوى من الحاجة و أقوى من الإعاقة .

رغم عدم وجود أي مدارس مخصصة للمعاقين في قرى و مدن تونس ، فقط مدرسة واحدة في تونس العاصمة
و لا يتمكن العديد من الناس إلى الوصول إليها .. فيبقى العديد من المعاقين و المعاقات في المنزل .. أسرى النوم و التلفاز و الأكل و الفراغ

إلا أن مشغل فريدة .. فجّـر القدرات و الطاقات ..
و أصبحت تستقبل كل موسم دفعة جديدة و مجموعات جديدة .. و تدير عملها و مشغلها بإستراتيجية خاصة ..
استوعبت و تفاهمت مع قدرات ذوي الإحتياجات الخاصة بلا شهادة و بلا تجربة .. فقط هي التجربة الإنسانيـة
و القلب الكبيــر و الضمير الواعي .

هي فريدة القاسمي .. للأسف لم أجد أثراً للفيديو في موقع العربية
و لا صورة لـ فريدة أو مشغلها .

لكني من خلال مدونتي المتواضعة .. أحب أن أخلـّد الأبطال .. و اسجل أسماء المغيبين عن حياتنا اليومية بحروف من نور
( فريدة القاسمي التونسية ) .. كثــّر الله من أمثالك :)

.:.

بعد حلول المساء ..
كنت على موعـد آخـر .. متعمد هذه المرة .. و ليس بمحض الصدفة كاللذي مضى
في مجمع الفنـار كان موعـدنا ، تحاورنا كثيـراً .. لكنها الرؤية الأولى

عجيب .. كم يغير لقاء الإنترنت الالكتروني من شخصياتنا !
نختبئ خلف هذه الشاشات .. و نتحدث بأناملنا و بمربعات الحروف الصمـاّء
تجعلنا مجانين جداً .. و نحن في الواقع خجولين
تجعلنا فصيحين جداً .. و نحن في الواقع أكثر هدوءاً
تجلعنا ثرثارين .. و نحن في الواقع أكثر صمتاً !

أو ربما لن نكون كذلك للقاء الأول على الأقل

صديقي و أختـه
لقد تأثــرت كثيراً بلقائكم .. و كان أثراً ايجابياً بشكل خيالي
و كأنكم كمية هائلة من الأكسجين النقي الصافي ..
عندما اشعر بإرتياح عميق .. و سعادة كبيرة و اطمئنان .. ينتابني شعور غريب !
أشعر بالنعاس !!

صديقي و أخته
يسرني الإعتراف.. لقد شعرت بالنعاس
و شعرت برغبة في خلع حذائي " مكرمين " و التمدد .. و الحصول على كوب كبير من الشوكولاته الساخنة!
و وضع كفي خلف رأسي .. و دعوتكم للكلام
و الكلام
و المزيد من الكلام
و ابتسامتي ملء وجهي !
رغم كل الخجل و التردد .. كان هذا حقيقة شعــوري
شكراً لكل السعادة اللي عطيتوني اياها :)
.:.

محبتي و تقديري
:)
:*

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

كثر الله خيرهم ، دام اسعدوج بهالشكل ، عيل كل يوم التقي فيهم :)

تخلعين احذيتك ، تتمددين، شوكولاته ساخنه .. لا خوش شغل ..

كوني سعيده ، تتحقق الأماني بالتفاؤل . والرغبة . الإصرار.

ما ننسى نشكر الاخت فريدة ..

يا فريدة انتي :)

Princess Sarah يقول...

لووول
شكراً صديقتي :)
نوريني دايماً ...

LavenDer يقول...

هرمون الابتسامه .. الهرمون الروحي ..
لا ادري لماذا أحببت أن اسميه بذلك .. ربما لان الاحساس الذي ذكرتِه هنا يجعل روحكِ تلامس أرواحهم بشفافيه تامه حتى و ان لم تلتقيهم ..


جعل الله ابتسامتك دائمة .. و روحكِ نقيه تجمعكِ بأرواح طيبه دائما تسعدكِ و تسعدنا =) ..

...

البوست ممتع انعكاس .. =)
شكرا لكِ ..

Katkoota xD يقول...

كثر الله من امثالها >>فريده << لو الكل يفكر مثلها و ما يفرق تكون الدنيا بخير

و تسلم اناملك مثل ما يقولون

تحياتي و حياج عندي

Katkoota xD يقول...

كثر الله من امثالها >>فريده << لو الكل يفكر مثلها و ما يفرق تكون الدنيا بخير

و تسلم اناملك مثل ما يقولون

تحياتي و حياج عندي