السبت، 21 مارس 2009

محاولة اولى : 20 عاما و انا ابحث عن ارضٍ و عن هويــة ...

الكلمــــات .. الكلمــــات
هنا .. هناك ...
تحاصرني .. تعصرني
حزن تهب رياحه علي بشكل لا مثيل له هذه الايام
افكار ...
نجوم بعيدة تغريني بملامستها
سرير دافئ و افكار بريئة تغريني بترك هذا العالم يحترق في طاحونته بينما اعيش اجمل لحظات السلام
دفتر مذكرات يحدق بي اينما اتجهت ...
..
كنت جالسة على حافة السرير .. و لا ادري ما سر هذه الحافة .. فـ الكثير من الافكار فاجئتني اثناء جلوسي عليها ...
اعتقد .. ان الاشياء المفاجئة افضل دائما من تلك الاشياء التي نظل طويلا نخطط لها
الخيال يفسد كل شيء .. لذا فالتجهيز المسبق المبالغ فيه .. لا يأتي ابدا في اللحظة الحاسمة على قدر توقعاتنا ..
كنت على الحافة .. و كانت افكاري في حالة استنفار ...
الساعة كانت تشير الى السابعة مساء .. لماذا انا في غرفتي ؟
لست مرتبطة بدراسة و لا عمل .. ابلغ من العمر عشرين عاما، و ما زلت " بلا ارض و لا هوية "
كنت قد قضيت اليوم بـ طوله بين جدران البيت .. لا شيء يذكر قمت بفعله
ما الذي يمنعني من الخروج لاي مكان !؟
من لقاء صديقاتي في كافيه يستلقي على شاطئ بحر ؟!
من الذهاب الى السينما وحيدة ؟
ما الذي يمنعني من فكرة تسوق مفاجأة ؟
من لقاء صديق قريب .. او حتى حبيب @@!!!
اجيبوني ...
ما الذي يمنعني من الانطلاق ؟!
في البداية ...
دعوني اعقد معكم اتفاقا .. سأكتب لكم اجابتي ..
على ان تجيبوني على طريقتكم في نهاية الموضوع .. ما الذي يمنعني من الانطلاق ...؟
..
اجابتي قفزت الى ذهني .. مسرعة .. متهورة .. متمـــردة .. كـ طبعي الذي اعشقه
آآه ما احلى التمــرد .. لا سيما ان كنت تمارسه على نفسك و لا احد يعيش جنونه غيرك ...
**
اجابتـــي = انسانة متأخرة ...
انسانة من خارج حدود هذا الزمن .. من فضاء بعيد و نجم بعيد ...
اقول هذا .. لان حياة نسبة لا اعلمها من الناس اليوم .. تحديدا الفتيات .. تحديدا اكثر ، من هن بعمري
تقاس بهذه الطريقة .. كأنها ورقة مليئة بالاختيارات .. فـ تشطب منها ما اردت و تبقي منها ما تريد ... اليس كذلك ؟
اغلقت علي باب عالمي قبل قليل ، و غرقت في ممارسة واجباتي تجاه نفسي ...
بعد " مرحلة الحافة " جلست نصف مستلقية بأسترخاء على صدر السرير ، و في الحقيقة .. كان عقلي " و ما زال " يدور في عاصفة افكار ...
**
معاناتي .. كتبت مقدمتها في السطور العليا .. و سأحاول شرحها في السطور التالية
معاناتي تتلخص في هذا الشعور الذي يتلبس جزء خفي مني .. فلا البث الا ان اعاود و اسأل نفسي .. اين انا من زمني !؟
ارجوكم .. لا داعي للعجلة .. ما اعاني ليس ازمة ثقة بالنفس ..
مشكلتي .. هي تأخري .. و لا ادري ما الذي يمنعني .. اهو عجز عن التكيف ؟
اهو جهل بالتعامل مع متطلبات الايام الحديثة ؟
اهو شيء يسكن داخلي .. يقيدني كلما حاولت الانفلات منه ؟
^^
^
هي اختيارات .. و الحكم لكم ...
ايامنا الحديثة . الكثيرة الاضواء .. الكثيرة الاصوات ...
ربما هي النقطة الاولى .. فأنا اكره الاضواء الكاذبة .. التي تسلط على كل رخيص و مزيف و في نفس الوقت على كل غال و ثمين
كل مكان مليء بهذه الاضواء .. الاسواق .. المجمعات .. البنايات .. الشوارع .. الناس !!
و لا مكان لك .. او لي ، و برغم هذا .. الجميع يحدق بك .. النظرات تتوجه اليك و الشكوك تحوم حولك ..<< انه مجتمعنا
لم يعد المرء قادرا على السير بسلام متحررا من النظرات و الهمسات
**
انا فتاة متأخرة .. لم استسغ الـ Face book بسهولة .. و ظللت لفترة طويلة استنكر الضجة التي اثيرت حوله
ذلك لـ ثقتي الكبيرة ، بطرق الاستخدام .. خاصة في وطننا الحبيب و اوطاننا المتناثرة على الخارطة العربية ...
و لمعرفتي الاكيدة .. بأن الناس لم تعد تتوق للتعارف الهادف .. التعارف الذي يخلق تواصلا جميلا و فكرا جديدا .. فما يبحث عنه الاغلبية ما هو الا علامة استفهام بالنسبة لي ...
النهاية لم تكن سعيدة طبعا .. فقد امسيت عضوة فيه .. و لكن ..
بعد ان عرفته الكويت بكل فئاتها و شبابها و شاباتها .. لأصل انا متأخرة " كـ عادتي "
بأسم تغطيه الرسمية .. و بـ صفات لا تثير - اهتمامات - احد ، و بـ صورة عادية لا تحرك الفضول
اجلس الان بـ شعر .. متمرد من جذوره حتى اطرافه .. احبّه كثيرا، و احيي فيه تحرره .. فهو الجزء الوحيد مني الذي استطاع ان يفرج عن كل ثوراته في زمن اللاحرية ...
الى جانبي كتاب .. رواية سياسية على وجه التحديد
دفتر مذكراتي و يأسي ..
^^
^
على سبيل المثال .. لا الحصر
**
فتاة متأخرة .. لاني لا اجلس الى جانب هاتفي
يحرقني شوقي و انتظاري كـ عاشقة .. تنتظر ان تسمع صوتا تحبه قريبا ...
متأخرة .. لان اغلب ايامي تمضي بين جدران اربعة .. اسميتها بـ عالمي الخاص
جدراني .. حلمتها بأرفف عديدة .. تحمل قطع اثرية جمعتها من معارض تناثرت في مواقع مختلفة احبها ، و هدايا اسفار لم اشهدها بعد .. تذكارات الصديقات ...
و على اجزاء اخرى من الجدار .. تتناثر قطع المرايا المختلفة الاحجام .. بأطارات فضية \ ذهبية ، حوامل شمع مزينة من الخارج بموزاييك احمر اللون .. يبدو فتّانا بعد اشعال فتيل الشمعة .. ايذانا ببدء الحفلة الراقصة لتلك المربعات حولي
تترافق احيانا مع الحان كلاسيكية .. تنبعث من احد الاجهزة ...
الا يحق لهذا العالم ان يسحرني !؟
الا يحق له ان يسرق كل هذه الساعات الطويلة من وقتي ؟
**
اعتقد ان اجمل ما في عالمي .. هو جدرانه ، التي تحبسني ...
فـ شهدت ضحكي الهستيري بلا سبب احيانا
تنهداتي
دموعي
لحظات تحليقي الى جانب حلم
لياليّ الصعبة الموشحة بالأرق
**
انا الآن .. اعتلي احد قمم النشوة
بعد ان مارست عشق الكتابة .. " هو عشق بحد ذاته و لكنه ليس عشقي "
احلق في سماء حرية .. فـ الكلمات هي من تحررني ..
..
نلتقي في محـــاولة اخرى
للحديث بقية

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

رائعة كعادتكِ اختي انعكـــاس ..

روعة عالمك الشــاق يكمن في ضحكتكِ التي تأتي تعبيراً عن حنق و استهزاء في نفس الوقت على مايدور حولكِ في (حيطانكِ الأربعة )التي جعلتكِ متأخــرة أو جعلتكِ تحبين أن تكوني (بعيدة عن الأضواء و الأصوات ) .

أتمنى ان الجميع يعرف أن يعيش عالمه الذي يحب ويبحث عن اشياء تحرره من تلك القيود التي تحيط به .. لا تظني بأن الرجل في مجتمعاتنا هو سالم من هذه القيود بل أصبحت تلك القيود جزء من حياته .. وخاصة اذا أراد أن يعيش هذا العالــم بدون قيوود فتزداد عندها الســلاسل و (الكلابجات :) ) .. ولكن بسبب وجود مجتمع ذكوري بحت اصبح يقيد الرجل لأنه لا يمشي على الذوق السائد أو الذوق الواحد فيصبح عندها شاذ عن مايسمى عادات .. وأصبح (يوءد) المــرأة لأنها كائن غريب على هذه الدنيا .. وعندما فكروا بأسترجاع أحدى حقوقها (سياسية )المغتصبة .. جاءت هذه الفكرة بضغط خارجي .

بختصار مجتمع يهوى قتل البراءة .

أعرف أني تشعبت في تعليقي لكن أعتبرت ردي هذا فضفضة .

شكراً لكِ أختي العزيزة انعكــاس

Princess Sarah يقول...

اخترت عدم الاستعجال في الرد على تعليقك
الذي هو الاجمل بلا شك حتى الان ..
شكرا على قرائتك الجادة و المتعمقة

تحياتي لك من القلب