السبت، 18 يوليو 2009

فايـــق .. يا هوى


في يوم ...

في لحظة تاهت من ساعة الزمــن

تمــنت بـ عمق .. في قلبها ...


أمنية ..




:




و بعد أيام و ليالي ...




:


استقامت امام المـرآة .. ترسم خط كحل نحيل .. ينساب بتعالي في آخر جفنها
تزيد من جرأة نظرتها .. فـتمشط رموشها

و فيــروز .. يتلبس صوتها حالة استسلام و هي تشدو من المسجلة في ناحية اخرى من الغرفة
- ... خايف أئول اللي في ئلبي
تتئل و تعنــد وياي .. خايف ائول اللي في ئلبي
و لو داريت .. عنك حبي ...
تفضحني عيني في هوايا ...-




:

فـ تهز رأسها بــ طرب .. و تتنهـــد بــ عمق


من هذا الذي سأخاف ان اكشف له عما في قلبي ؟!

لم يأتي بعـــد

:




تنظر الى ساعة يدها الانيقة .. كانت قد لبستها قبل دقائــق
حان وقت موعدها .. و ستصل للمكان المحدد بعد دقائق


لا يبعد عن بيتها كثيــراً


ذلك المقهى الشهيــر .. الهادئ الأركان

:

غربت الشمس قبل قليل

و كسا الدنيــا لون أزرق .. كــ لون الليالي الشرقية
تحمل حقيبتها و تلقــي نظرة اخيرة سريعة .. على كل أركان الغرفة


..

هي مستعدة للأنطلاق بكامل استعدادها
و حيرتها .. و خوفها و ترقبــها

و هي ذاهبة .. لتدرس امكانيات استمرارها في ممارسة حلمها
تلتقي اليوم ..
من يشاركونها ذات الحلم ...


المرة الأولى .. التي تشارك فيها بنشاط كهذا
اعتادت منذ ان اكتشفت تلك الملـَكة


ان تعتمد على ذاتها
و ان تسأل نفسها .. ترفع سماعة الهاتف لتتصل بجميع من يمكنه ان يجيب على اسألتها
و كانت تلك هي نقطة قوتها .. و خط انطلاقتها




ذاتها ...

هي الشغوفة بهذا العالم

و بهذه الحياة

و بكل ما يستحق ان ينال وصف الجمال

و بكل ما يدلل على نجاحه و وجوده في هذا الكون ...



كانت تريد أن تكـون .. بقوة ...

بقدر ما كانت تكره .. ان ترحل عن هذه الدنيا .. و ألاّ تكون فيها شيئاً




:




أبداً لم تكن مغرورة
او عنيــدة


استمرارها ..
كان اعتدادها بـ ذاتها و بقدرتها على تحقيق الكثير
استمرارها .. كان مفتاحة اصرارها ...




و برغم الصفعات المؤلمة التي مرت على سذاجة تجربتــها ..
لا انها لم تنحني
بل ازدادت استقامتها صلابة


كـ عود شجرة عنيد .. ينتصب بأصرار في وجه الرياح

و لكن تلك الشجرة الصامدة في وجه الرياح

كانت بحاجة لمن يسندها ...


لمن يحتضنها بعد أزمة .. حتى لو كان هذا الاحتضان
عن طريق الاستناد عليها!!




بل هذا تحديداً ما كانت تحتاجه
روح ملؤها الاصرار و التحدي .. في جسد المتعب


كانت تحتاج جسد متعب آخر .. تستند عليه اثناء استناده عليها

لحظة تستلقي فيها على أفكاره
لحظة تسترد فيها ايمانها .. بــ قوة روحه


قلبٌ كبيــر .. يحتويها
يفهم ما يعتمل بداخلها .. دون ان يسألها


فقط .. يحتويها ...
و ينظر اليها بعينين باسمتين


فقط ...




:




وصلت للمقهى .. على الموعد
رياح يناير .. باردة .. تنكمش أكثر بين ثنيات وشاح الكشمير
تلفه فوق ثيابها ...




بخطوات سريعة تجتاز السلم
تدخل الباب بهدوء


تتوجه فوراً الى الحمام
تطوي وشاحها ...
نظرة أخيــرة على رتوشها و اطلالتها


تعطي الانطباع الأول .. اهتماماً كبيراً ايماناً منها بأنه اول ما يفتح الباب بينها و بين من تلتقيهم أول مرة
في لقاء مدبـّر ...

دبرته الأيام .. ربما ...
او حظها العاثر .. بعدما سأم العبوس في وجه أيامها




:

تخرج .. تتأمل الزوايا ..


ليس أكثر من 3 زوايا مشغولة ، من بين زوايا المقهى الكثيرة


:


ولدت فكرة هذا اللقاء ..


عبر رسائل تبادلوها عن طريق الايميل

3


كان مختلفاً ..

ربما استفز ذكائها قليلاً .. و اثار فيها فيها المزيد من الاسئلة
بسبب اختصار ردوده ، هي من كانت تجد التجاوب السريع .. دائماً !


2


كانت سعيدة بهم جميعاً و تتوق للقائهم
و لكنه كان ....


فراغاً - تتحرق لملئه عن طريق معرفته حقيقته .. ربما


كان فراغاً .. تبحث عن تكملته بـ شغف غريب !


1


تستقر عيناها


.
.


تتوقف أنفاسها للحظة




هذا هو إذا

تتسع حدقتها .. فتملأ المساحة البنية بـ سوادٍ عميق


يخفق قلبها .. خفقة واحدة
تتقطع التنهيدة




هذا هو إذا



ينكب على ورقة بيضاء بأناقة
يكتب شيئا ما ...
تاريخ هذا اليوم !! ربما ...




تقترب منه بـ حذر


كأنها تقترب من تمثال كتب حوله .. ( ممنوع الاقتراب و اللمس )
تتأكد من عدم وجود حراس حولها


من خلو المكان ممن يراها .. خطوات حذرة دقيقة ..

هكذا كانت تقترب منـــه




:




يرفع رأسه فجأة


تتوقف ...

يبتسم بـ وداعة حقيقية :
فلانة ..؟!




ترد بـ خجل و ارتباك:
أهلاً ...




يلاحقها بحفاوة ابتسامته و نظراته حتى تقترب من مقعدها و تجلس
و هي ما زالت تلاحق .. الدوار .. الذي يعصف بأفكارها




يبدأ بالكلام : إذا .. اخيراً التقينا


ترد : أين البقية ؟


يبتسم .. : قادمون
يصمت .. يواصل النظر اليها .. بـ فضول الرجل


تحتار نظرتها .. فـ تنكس رأسها

:




لم تصدق ...
احساس قوي .. يولد بداخلها الآن




يؤكد لها ...
ها هو الأمل يتجدد
ها هي الأيام تشرق ...




:




و جيت وحدك ... لمست أيدي
ما صدقت لمست أيدي
و طبعت أربع قبل حلوة على خدودي و تناهيدي
و ما صدقت هذي... أربع قبل حلوة...
في أول مواعيدي تيهت بعيوني الكون
خليت الشعور يقول... هذا اشلون..؟


^^

^


فايق عبدالجليل
..
تمــت
















هناك تعليقان (2):

Zukashi يقول...

ممتاز ساره

عتبي فقط , إذا كانت ماده للنشـر في الصحافه

فلا تكثري الأقتباسات

لأنك تسعيـن لإظهار نفسك و ليس لأعادة تذكير الناس بهذا و ذاك

أقتباس صغير يكفي

خصوصاً إنك تملكيـن عمود فقط و ليست صفحة كامله


حاولي مستقبلاً تختاريـن , يا خاطره أو مقال

هني أنتي كتبتي خاطره بس الأحساس فيــها كان أقل

لكن بشكل عام ممتاز

بالتوفيــق

sliwa يقول...

وصف جميل .. أتابع بصمت دهشة :)

مبدعة إستمري عزيزتي