الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009

صمــت الأقنعــة


أي تشابه بين هذه الفضفضة .. و بين حقيقة ما يجري في الواقع
أو بين ما حدث \ يحدث معكم
هو تشاؤم غيـر مقصـود !
:
لست من أنصــار الروتيــن
بل أنا أعشــق التغيير جداً .. و لكني بالمقــابل .. أحب بالطبع أن يكون التغيير معقولاً
و التحــوّل مقبــولاً ...
:
أبرز الإختلافات التي أدت إلى تغيير وجهة نظري في موضوع العلاقات .. هو الفرق الرهيب بين ما يحدث في السابق و ما يحدث حالياً ..
في السابق .. كنت أعتبر أن مــرور فتــرة طويــلة على علاقتنا بــأي شخص كان .. سواء كان .. صديق
زميل
حبيب .. الخ
هي مــؤشـر قوي و واضح على أننّا نحظى بعلاقة صحيـة مستـقرّة
لكنني أكتشفت أن ما يحصل .. هو العكس تماماً !
و لا أدري إن كانت نظريتي صحيحة في وقت سابق ، ما اعرفه هو أن هذه النظرية فاشــلة جداً في هذا الزمن
فالوجوه .. متوارية خلف الأقنعة
و الحقائق .. مدفونـة ...
و كل شيء يختلف بعد مرور الوقت ..<< لم آتي بجديد في هذه النقطة ، و لكن ما يحدث هو ليس فقط عدم تطور العلاقة أو فتورها مثلاً
بل ما يحدث هو أن الأمـور تبدأ في التحـّول إلى السلبية .. و تختل كل المؤشرات .. و تهتز معدلات الثقة و الأمان و الإستقرار .!
و في إحدى نقاشاتي مع صديقة .. وافقتني فيها بأن مرور الكثير من الوقت هو شيء ضروري لإكتشاف حقيقة شعورنا تجاه الطرف الآخر
و هو شيء ضروري .. لكشف حقيقة الطرف الآخر
فإذا كنت تريد ان تكتشف حقيقة ارتياحك و استقرارك مع شخص ما .. ما عليك سوى أن تنتـظر و أن تمر بعلاقة مستقرة طبيعية للغاية
حتى تأخذكم الحياة إلى منحيات صعبة و أزقـّة ضيقـة .. تكشف لكل منكما الآخـر
و قد يشعر بالملل فجأة من قناعه .. فـ يخلعه لتظهر الحقيقة .
قد يكون التنازل حـل عند المشكلة الاولى \ الثانية \ الثالثة
و التسامح فضيلة .. عند الرابعة \ الخامسة .. إلخ
و النسيــان نعمــة .. نحرص على ان نستمتع بها مع المشاكل و الأخطاء المتبقية
فننسى .. و نتناسى .. و نتجاوز
حتى ننسى أصل العلاقة ، و الهــدف الأساسي منها
حتى ننسى .. ما إذا كنـّا فعلاً نشعر بالراحة و الاستقرار
حتى ننسى نفسنا .. و الطرف الآخر أياً كانت صفته ...
فــ كونوا حذرين من فكرة الإطمئنان لمجرد استمرارية الهـدوء .. فـ هذا ليس إلاّ مؤشر لإقتــراب العاصفة !
:
و من مظاهر التطور و التغيـّر المجنون الذي يطول كل تفاصيل حياتنا ..هو أن يكون لكل شيء بديل ..
أياً كان هذا الشيء مادي \ معنوي \ بشري .. إلخ !
كل شيء قابل للأستبدال و قابل للإستعمال على مختلف الأوجــه
فالصـديق .. إن لم ينفع كـ صديق صدوق .. صادق .. حميم و قريب ..
فـ هو قابل للإستعمال في أوقات الحاجة .. أو في الأوقات التي نحتاج فيها للإستمتاع و "تغيير الجو " أو الثرثرة
و الزوج .. إن يصلح .. كـ زوج .. مسـئول و نصف آخر يكملنا
ممكن يقوم بــ دور الخزنة التي توفي مصاريف المنزل و الاولاد و الحيـاة
ينفع طبعاً كواجهه اجتماعية .. على سبيل ( انا وحدة متزوجة و مسؤولة على عن نفسي )
و الزوجة - إن لم يمشي حالها - ..
تنقع طبـاّخة .. و مكينة تفريخ و قطعة أثاث .. و - شيء- يُمارس عليه كل أنواع عقد الرجل الشرقي
و كل ما يحفظه الرجل من مبادئ المجتمع الذكوري المتحيـّز .. طبعا ً !! ( زوجتي و لي حق عليها ..)
:
و نتيجة لهذه التحولات و الانقلابات المجنونة ..
علينا أن " نحمل " معنا الحذر دائماً .. إحرصوا على أن تحملوه معكم في كل وقت
خاصة إن كنتم ذاهبين للقاء أي شخص قريب منكم .. أو إن كنت بصدد البدء بـ حياة جديد
إحرصوا على ان يكون بداخل شيء تستعملونه يومياً كالمحفظة .. او الحقيبة .
فالحياة أصبحت فصلاً من فصول فيلم بوليسي .. و يجب أن تكونوا جاهزين تماماً لأي مفاجأة .
:
ماهو الأمان .. وماذا يعني الإستقرار بعد أن الحابل اختلط بالنابل ؟
و لم نسلم على شيء .. بعد أن أصابت اللعنات النفوس .. و القلـوب ..
و احتار المرء في نفسه .. مع أي شريك يشعر بالأمان ؟
على يد أي صديق يتكئ .. و أنت مطمئن تماماً أنه لن يتخلى عنك في منتصف الطريق ؟
على اي صدر يبكي .. دون أن تكتشف أنه يطبطب عليك بيديه و يفضح أسرارك بلسانه ؟
في وجه من يبتسم . ؟
أمام من يظهر بكل حالاته .. بكل استسلاماته و أفراحه ؟
مع من نختار المصارحة .. من الذي بإمكاننا أن نفصح له عن ما يختلج بداخلنا
و نتشارك معه أفكارنا و الأشياء التي نحبها .. دون أن نكتشف في يوم .. أنه يسرقها ؟
:
لا أقصــد أن اكون متشائمة إلى هذا الحد
فالحل موجود دائماً لو قررنا البحث عنه .
أننا بحاجة إلى أن نكون صادقين مع أنفسنا أولاً .. و مع كل من يشاركوننا حياتنا ثانياً
نحن بحاجة إلى الصدق في القـول و العمـل
و لتكن المصارحة هي الخطـوة القادمة .. فـالتحسن لا يحدث فجأة
و الإصلاح يحتاج لوقت طويل ...
:
مهما حصل .. مهما حصل
ما تنطفي
شمعــة أمـل

:
تحية

هناك 5 تعليقات:

كاريكاتير يقول...

مساء الخير سارة

بعد قراءتي لموضوعك استرجعت تلك الحلقة النقاشية التي حضرتها حول كتاب "نساء من الزهرة ورجال من المريخ" التي دفعتني لاقتناء الكتاب والوثوق بالكتاب كخير صديق في هذا الزمان.

في تصوري اننا نمزج وعن "طيبة خاطر" بين مفاهيم عدة ونقلد أشخاصا في محيطنا أوسمة لا يستحقونا في الغالب.

هناك فرق شاسع بين الزميل/ة - الصديق/ة - الرفيق/ة

الصداقة لا تولد في لحظة تعارف في حفل أو داخل محاضرة أو بأي مكان، ولكنها اعتبرها عتبة عالية عن مفهوم الزمالة والرفقة، فالزمالة كما تعلمين من السهل الحصول على مئات من الزملاء في العمل في الدراسة لكن من منهم سنكتشف فيه صندوق الثقة وآتي بمفتاحي الخاص لفتحه والعكس صحيح لنستمر.

نسلم دائما بأن صداقات الطفولة المستمرة حتى الكبر، هي الأفضل وانا ضد هذه النظرية.

الرجل في زمالته وصداقته ورفقته باعتقادي اكثر حذر من المرأة التي يصعب عليها التفريق بين ما سبق..

Zukashi يقول...

" نحن بحاجة إلى الصدق في القـول و العمـل
و لتكن المصارحة هي الخطـوة القادمة "


هذا ما لا أنصــح به

الصراحه سبب للكراهيــه

في مجتمع يعشق أن تكذبي عليه


لذلك سأقولها بصــراحه " الموضوع أعجبني "

sliwa يقول...

رائعة كالعادة ..


الصمت يليق بمقام هذه المقالة ;)

Princess Sarah يقول...

مساء الانوار بدر..
حقيقة رأيك يثري مواضيعي ..

أتــفق معاك في جميع ما ذكرت من نقاط
مشكلتنا .. اننا فقدنا الاهتمام بالاساسيات .. فأصبحت معظم علاقاتنا مشوهه .. و هناك ما ينقصها دائماً .

أما الرجل .. فهو اكثر حـذر و ايضاً مباشر أكثر في علاقاته و مجاملته اقل من المرأة بكثير :)

شكرا لك ..

Princess Sarah يقول...

سيفين ..
if u can't beat them..join them

اعرف الظروف التي أدت بك الى هذا الرأي :)

:

شكراً لمرورك