الاثنين، 12 أكتوبر 2009

11 دقيقة .. الرواية المتميزة ...



مضى وقت طويل على آخــر رواية أنهيتها .. و أحسست بعد انتهائي منها بالسعادة

لأن هذا الشعور لا يراودني إلا إن كنت قد أنهيت كتاباً .. غيـّرني و عاد علي بالفائــدة و بالأفكار الجديدة .




11 دقيقــــة





رواية لــ الروائي الكبير باولو كويليو .. البرازيلي الجنسية

و حقيقة .. لم أقرأ له غير هذه الرواية .. و ربما تكون منها البداية :>



يسمحلي الأخ العزيز" حسين" أن أقتبس ما كتبه في مدونته - تحت الصفر - ، ما كتبه عن هذه الرواية

لان فيها تلخيص مهم للرواية و مقدمة وافية عنها .. و رأي مقارب جداً لــ رأيي ...

http://7osen-man.blogspot.com/2009_07_01_archive.html



^^
^
البوست الثالث

:

و الآن .. رأيي في هذه الرواية

أولاً : أمنحها 9 و نص من 10 ..<< تعتبر أفضل درجة في تصنيفي ، و أتحفظ على الـ2\1 لأني ما قرأت الى الآن
" الرواية الكاملة "
أو الرواية اللي أحس ان فيها صفة الكمال . و لا أظن أني سأقرأ رواية بهذه المواصفات .. و لكن ربما تكون الأيام كفيلة بتغيير رأيي ...



ثانياً : كنت مترددة و محتارة في بداية قرائتي .. في ما إذا كان فعلاً هذا هو الأسلوب الذي سأقرأه في الرواية كلها

لأن أسلوب الكاتب كان غاية في البساطة و الصفــاء .. بساطة إلى حد كبير << لا أدري إن كانت هناك فكرة ببالي تقتضي بأن كل كاتب يجب أن يكتب بأسلوب معقــّد و غني بالثروة اللغوية ...



ثالثاً : الرواية مفيــدة و " مميـــزة " لسبب هام جداً ...
موضوع الجنس الذي تناولته الرواية .. فالأسلوب الذي استخدم لمناقشة هذا الموضوع لم يكن يمتاز بالرقي فحسب
بل كان أسلوباً شفافاً و لكن غاية في الوضوح .. أسلوب يتميز بـ جمال التصوير .. و للمرة الأولى لا أشعر بالذهول أو التقزز عند قراءة المشاهد الحميمة .
تناول الموضوع من عدة نواحي .. تكاد تكون كل النواحي .. بشكل وافي



نعود مرة أخرى لبداية هذه النقطة .. موضوع الجنس ...
الذي بات يحاصرنا من كل مكان في هذا الوقت .. منذ زمن طويل .. طويل جداً << منذ أن أنهيت كتب الدكتورة فوزية الدريع
لم أقرأ أي جديد مختلف في موضوع الجنس .. و لكن هذه الرواية تحمل جديداً في طياتها .. و مفيداً ما بين سطورها ...



سيتبين لكم جانبٌ مما أقصد من بعض المقاطع المنوعة المفضلة لي في الرواية .. و التي سأقوم بكتابتها هنا
و هي بالمناسبة لا تفسد أحداث الرواية على من ينوي اقتنائها أو قرائتها :>



:



1- الحلـــم يبقى أمراً مريحاً ما دمنا لسنا ملزمين بتحقيق ما نصبو إليه ، و هكذا فإنه لابد لنا من اجتياز الظروف الصعبة و مواجهة الأخطار و التعرض للحرمان عندما تتقدم بنا السن و تداهمنا الشيخوخة . و في نهاية المطاف نحمـّل الآخرين .. و لاسيما أهلنا و أزواجنا و الأولاد الذنب ، لأنهم لم يحققوا لنا رغباتنا !

2- لن تستطيع أبداً بلوغ الأهداف إذا لم تعرف كيف تعبـّر عما تفكر فيه .

3- بما أن الجميع يبحث عن الشيء نفسه .. فيجدر بك أن تتميز عنهم .

4- إنني هنا لأنني اخترت أن أواجه قدري بنفسي ، لأن الحياة لعبة عنيفة هاذية . الحياة هي أن ترمي بنفسك من مظلة و أن تجازف أن تسقط و تنهض من كبــوتك. الحياة هي أن تتسلق الجبال لتحاكي الرغبة في تسلق قمة النفس ، و إن لم تتوصل لذلك .. فعليك أن تعيش قانعاً ذليلاً.

5- لا شك أن الحب قادر على تغيير كل شيء في حياة الإنسان خلال فترة زمنيــة قصيرة. لكن ، و هذا هو الوجه الآخر للميدالية .. هناك شعور آخر يمكن أن يقود الكائن البشري إلى معارج مختلفة تماماً عن تلك التي كان يسعى إليها ، و هو اليــأس .

6- أمـِن أجل تلك الدقائق المعدودة تنشأ و تزدهر صناعة العطور و أدوات الزينة و دور الأزياء و مستحضرات التجميل و المبتكرات الطبية و الرياضية لتنحيف الجسم ، و تصدر المجلات و تصوّر الأفلام الاباحية..؟

7- من يحب بشكل لا حد له يفهم ما معنى الحــرية .

8- أحتملت الجراح الكثيرة عندما فقدت الرجال الذين أحببتهم أما اليوم .. فأنا مقتنعة بأن لا أحد يفقد أحداً، لأنه لا احد يمتلك أحداً .



9- هذه هي التجربة الحقيقية للحرية ، أن نحظى بالشيء الأهم في هذا الوجود ... دون ان نسعى إلى امتلاكه .

10- أنا من الأشخاص الذين يظن الجميع أنهم يمتلكون الإجابات على كل شيء . و السبب أنه بقدر ما نلوذ بالصمت ، نبدة أذكيــاء في نظر الآخرين .

11- أفكر فيه لأنه جعلني أتكلم .

12- بدل أن أشتري لك شيئاً تحب امتلاكه ،أعطيك شيئاً كان لوقت مضى جزء من كياني، إنه هدية و هو يشهد على احترامي للشخص الجالس أمامي ، و هو وسيلتي لأثبت له أنني سعيدة بأن أكون إلى جانبه .

13- أكتشفت أخيراً أن الحب الحقيقي لا علاقة له بما نتصوره عادة ، أي بسلسلة الأحداث التي تثيرها طاقة الحب : بداية الحب
الالتزام \ الزواج \ الأطفال \ نهاية الأنتظار \ الشيخوخة معاً \ نهاية الأنتظار \ تقاعد الزوج في حينه \ الأمراض و الشعور بأن الأوان قد فات و أن الزوجين تخليا عن تحقيق أحلامهما المشتركة، و باتا ينتظران قدرهما المحتوم .

14- لكنه لم يكن سعيداً. رأى من حوله الكثير من الناس يتهافتون من اجل كسرة خبــز و سقف و وظيفة تسمح لهم بالعيش الكريم ، فيما هو يملك كل شيء و هذا ما يزيده تعاسة .
إلان أنه من فترة ليست بعيدة ، استيقظ لمرتين أو ثلاث و نظر إلى الشمس أو إلى المطر و شعر أنه سعيد ، فقط لكونه حياً يرزق، سعيد بكل بساطة .. دون ان يرغب في شيء ، دون أن ينجز أي مشروع و دون أن يطلب شيئاً بالمقابل . ما خلا هذه الأيام النادرة ، فقد استهلك نفسه بالأحلام و الحرمان و العمل و الرغبة في تخطي الذات و الأســفار أكثر مما يقوى على احتماله .
كان متأكداً من أنه قضى حياته و هو يحاول إثبات شيء ما ، لمن تحديداً ؟ و ما هو هذا الشيء ؟ لا يعرف .!!

15- و عليهما أيضا أن يفهما أن الجنس هو أكثر من لقــاء . إنه اتحاد جسدي عن طريق الأعضاء التناسلية .

16- الجنــس هو فــن السيطرة .. على فقــدان السيطرة .

17- كلّـنا بشر ، و جميعنا يرافقنا الإحساس بالذنب منذ ولادتنا و نخاف عندما نشعر أن السعادة باتت في متنازل أيدينا . و يداهمنا الموت و نحن لا نزال نرغب في أن نعاقب الآخرين، لأننا نشعر أننا عاجزن بأستمرار ، مظلومون تعساء .

18- الحيـــاة أقصر أو أطــول من أجيـز لنفسي أن أعيشها على هذا الوجـه البـالغ الســوء .

19- ثمـة أشياء لا يمكن تقاسمها مع أحد ، و تبقى ملكنا وحدنا ، و هي ســر حريتنا. يجب ألا نخاف من المحيطات التي اخترنا الغوص فيها بكامل إرادتنا، لأن الخوف يفسد اللعبة كلها، و الانسان يواجه الجحيم مرات عدة ليدرك هذه الحقيقة. لنحب بعضنا بعضاً، لكن لـ نتخل عن سعينا المتداول لأمتلاك بعضنا البعض .

20- أحب هذا الرجل الجالس قربي لأنني لا امتلكه و لأنه لا يمتلكني. لدينا الحرية الكاملة لأن يهب أحدنا الآخر .

21- لم تكن لدي الشجاعة لأقول للــمرأة : علميني أســرار جسدك، لكن .. حين التقيتك و رأيك ضوءك، أحببتك على الفور. و فكرت أنني في هذه المرحلة من حياتي لن أخسر شيئا إذا كنت صادقاً مع نفسي، و مع المرأة التي أود أن تكون إلى جانبي .

22- أيقال أننا لا نفكر إلا بالجنس ؟ العكس هو الصحيح .
نقضي حياتنا و نحن نقنع أنفسنا أن الجنس بالغ الأهمية. نتعلم ممارسته مع العاهرات أو مع العذارى ، و نخبر قصصاً لمن يود سماعها
و حين نتقدم بالسن، نخرج برفقة الصغيرات لكي نقنع الآخرين أو نفرحهم بأننا لا نزال كما تتوّقع منا النســاء أن نكون . لكن لا شيء من هذا صحيح . نحن لا نفهم شيئاً . نعــتقد أن الجنس و القذف أمر واحد، و ليس الأمر كذلك .
لا نتعلّم ، لأننا لا نملك الجرأة لنقول لأمرأة : علميني أسرار جسدك. و لانتعلم لأن المرأة تبقى أيضاً لا تملك الجرأة لتقول : حاول أن تعرفني. و هكذا فإننا نبقى عند مستوى الغريزة البدائية للمحافظة على استمرار النــوع، و نقطة على السطر !!

:

هذه كانت مقاطع صغيرة و بسيطة تعطي مقدمة عن محتوى الرواية
و ربما أوحت لكم بأن الرواية تضم العديد من الشخصيات .. لكن لا .. هي شخصيات رئيسية معدودة تدور حولها الأحداث بشكل متناسق و متناغم .. لتقول كل ما يريد الكاتب أن يقوله .. و كل ما يريد القاريء أن يعرفه .

بالأضافة إلى أن بعض المقاطع قد تبدو مبهمة المعنى .. ذلك لأنها مجتزأة من المعنى الكامل ، أثق بأثر تلك الكلمات لو ظهرت لكم بكامل صورتها و معناها .

:

((تكمن قوة التأثير عند باولو كويليو فيي بساطة و شفافية و صفاء اللغة. لا تسيئوا الفهم: ليس هناك ما هو أكثر صعوبة من العمل البسيط و الشفاف و الصافي ))

مجلة نوفيل اوبزرفاتور الفرنسية
1998

:

كل المحبة

:>



هناك 7 تعليقات:

Zukashi يقول...

في فلم يحمل نفس الأسم لكن تقييم الفلم 4.5 / 10

ما أدري إذا كان انفس القصه

ما شفته بالأساس و لكن وجب التنويـه

,,

إذا هذه رواية 11

أول مره أسمع عنها كان من أسبوع يمكن

و الأن أقرأ موضوع عنها

جميل جداً , أحب أن أقرأ أنطباعات القراء للكتب

و أيضاً جميل أن نقرأ لكاتب من البرازيل فكر و أسلوب مختلف جداً عن ما هو موجود هنا

بوركت ساره

هلا مدريد يقول...

من الرائع انها اعجبتكي الى هذا الحد وفي وجهة نظري المتواضعه انكي قرائتي افضل رواية لباولو كويلهو

شرح يغري الاخرين لقرائتها والذي قرائها دائما يفكر بقرائتها مره اخرى
:) لانها فعلا تستحق القراءة

اريد ان اعقب على بعض النقاط الخارجية التي ذكرتيها قلتي انكي لا تتوقعين ان تجدين رواية تعطيها الدرجه الكامله 10\10 انا اقول اعتقد يوجد 3 روايات تقريبا يستحقون العلامه الكامله

1- والتي بالفعل اريد ان تقرائيها ولكن انتظريني لاذكر لك افضل ترجمه للرواية من اي دار واقصد رواية (( دون كيخوته )) رواية اقل ما يقال عنها رواية خالده

2- اذا كنتي تريدين ان تقتحمين عالم الرواية الروسيه انصحك وبشده رواية (( البلد )) لرسول حمزاتوف ستكون مدخل جيد للرواية الروسيه

3- رواية لاندريه مالرو (( الامل )) رواية تتحدث عن عصر فرانكو وكيف حدث سقوط هذا الدكتاتور بالاضافه الى الحياة في فرنسا واسبانيا ملاحظه : فرانكو حكم اسبانيا في الخمسينيات تقريبا

النقطه الاخرى انتي ذكرتي ان رواية 11 دقيقه اضافة لكي شيء لم تجدينه موجود في كتب د فوزية طبعا وهذا الامر طبيعي جدا د فوز لم تعطينا الى ما درسته وما بحثت عنه في دكتوارتها فقط لا غير يعني لم تبتكر ولا تكتشف شيء وهذا الامر طبيعي لانه تخيلي كل ما قاله الناس عنها ومحاربتهم لها وهذا في ظل دراستها ولم تاتي بجديد تخيلي لو تاتي بشيء خارج دراستها اعتقد انهم سيصلوبونها :) عموما الغرب متطور عنا بشكل كبير جدا والدليل انظري روائي يتفوق على دكتوره في مجالها المتخصصه فيه

اشكرك مره اخرى على البوست الرائع
دمتي بخير

sliwa يقول...

بصراحه بوست رائع والأروع فيه أسلوبج السلسل ذو النقاط الواضحة ..

لم أقرأ للكاتب غير الخيميائي ,, وأعجبني إلى حد ما كأسلوب أما مضمونه فجميل والأجمل إنك " شوقتيني " على قراءة 11 دقيقة :)

كل الود لكِ

حَافِـيَةُ الَقَدمَيّـنْ ولِبَاسِي المَطـرْ يقول...

الإقتباسات اللي كانت من الكتاب
رائعه شوي عليها
فيها أسلوب مميز .. ترغيب أو شي من هالقبيل
لنا لقاء مع الروايه بإذن الله
بس بالوقت المناسب
دمتِ :>

7osen يقول...

اشكرك في البداية على وضع رابط ما كتبته عن الروية في مدونتي

حقيقة هي من اجمل الروايات التي قرأتها

وشرحك لها وقرأتك فيها ممتازة ووافية جداً

أما بالنسبة للرواية التي تحصل على العلامة الكاملة

فانا اعتقد أن لاشيء بالدنيا اجمعها بامكانه ان يحصل على العلامة الكاملة
:)

وبالنسبة لي انا أجمل الروايات التي قرأتها واعتقد إني لن أنساها ابدا

رواية عبده خال مدن تأكل العشب
ورواية الطيب صالح موسم الهجرة إلى الشمال

شكرا لك عزيزتي مرة أخر
وعذراً على التأخير في التعقيب على الموضوع الجميل بسبب السفر

:)

أتمنالك كل الخير

رورو الشخبوطه يقول...

السلام ..

هم انا قريتها موضوعها قوي وكنت متخوفه منه بس لما قريتها انصدمت من طريقة العرض لهالموضوع بشكل راقي بعكس الروايات العربيه تفعل هالشي بشكل غلط ومقزز ياثر ع الروايه ..

مشكوره..

Princess Sarah يقول...

سيفين :
اخوي العزيز ..شكراً على مرورك الجميل

:

هلا مدريد:
دايماً تعليقاتك مفيدة
و انا ما قلت انه تفوّق على دكتورة فوزية .. بالعكس انا اقول ان جاء بشيء مميز كتميزها ، برأيي هي اضافت الكثير للعلم اللي تعلمته و تميزت فيه
و الدليل .. الاضافات اللي في كتبها من قصص و اراء شخصية .

شكراً جزيلاً لمرورك القيّم ابراهيم

:

سليوا:
غاليتي .. و انا متشوقة اعرف رايج بعد القراءة :> شكراً لج

:

حافية القدمين:
شكراً لبصمتج المتروكة
سعيدة بمرورج يا مميزة ..

:

حسين :
اخوي الغالي
الشكر لك انت :> سعيدة بمرورك

:

رورو :
صدقتي .. طرح راقي بكل معنى الكلمة
شاكرتلج عالمشاركة