الاثنين، 23 نوفمبر 2009

keep KUWAIT clean

مرحباً بالجميع :>
أقدم لكم مقالتي الثالثة .. المنشورة في مجلة ( أبواب )
عدد شهر نوفمبر

:




عند إشارة المــرور تمر الدقائق الإنتظار ... تلفت نظري سيارة بي أم دبليو أمامي .. ذهبيــة اللون
و أقول بيني و بين نفسي : حلو لونها و موديلها...
و لا تكاد عدة ثواني أن تمر على هذا الخاطر الذي جال بداخلي .. حتى تفتح النافذة و تمتـد يد من داخل السيارة و ترمي بكومة كبيرة من المناديل المستعملة في الشارع ...!!
أشهق لا إرادياً ، على الرغم من أن هذا المشهد ليس جديداً أبداً و اعتدنا رؤيته من المشاة و من راكبي السيارات .. لكني لا أستطيع أن أتمالك نفسي في كل مرة يمر فيها هذا المشهد أمامي ...


و أتذكر ذلك الموقف الذي روته لي أمي عندما لوحت لأحد " السـوّاق " و كان قد رمى بقمامته في الشارع خارج الجمعية التعاونية أثناء انتظاره " لمعزبته " على الأرجح .. لوحت له فـ لبى ندائها مهرولاً ناحيتها ...
فأشارت له على ما رماه.. و قالت : Keep Kuwait clean
فـ بحلق فيها للحظات و لسان حاله يقول : و ما دخلي أنا في الكويت حتى أبقيها نظيفة !!


ربما توقع أنه ستعطيه شيئاً ما .. أو تطلب منه تحريك سيارته !! و لكنها عوضاً عن ذلك تفوهت بهذه الكلمات الغريبــة .. فــ هز رأسه أخيراً بصعوبة ليبين لها أنه سيستجيب لطلبها في المرات المقبلة .


:


في موقف آخر .. كنت داخل محل صغير لـ بيع مستلزمات الخياطة و الكلف .. مستغرقة في تأمل أشكال الأزرّة الجميلة و ألوان الشرائط المرحـة .. أنتقي احتياجاتي ، وقفت أمام طاولة البائع أتأمل البضاعة المصفوفة خلف الزجاج .. لتسلل إلى أنفي رائحة عطر جميلة .. و " طقطقات" كعب جريء .. إلتفت ناحيتها بعد أن ملأت المكان رائحة عطرها ... نظرة سريعة كانت تكفيني لأتوقع الآتي ...
- عندك زرار " فص كرستال "
- يس مدام !؟
- زرار فص .. فص ما عندك ؟
فيمد يده و يشير لها ناحية علب الأزرّة الموجودة لديه ... لـ ترد عليه ملئ فمـها ، بنبرتها المزعجة الحادة :
- شنو هذا.... !! أقولك فص .. ما تفهم أنت !!؟
و تخرج من المحل ثائرة .. فأكز على شفتي السفلى بكل حسرتي و بكل أسفي .. أن هذه النماذج ما زالوا يعيشون بيننا و ينقلون أسلوبهم و أسلوب حياتهم إلى أبنائهم و من أبنائهم إلى أحفادهم .. إلى ما لا نهاية .


و أقول بيني و بين نفسي .. يا رب تصير الـKuwait Clean .. من " هالأشكال" !


:


Keep Kuwait Clean
من الاستهتار .. من عدم الشعور بالمسؤولية .. من الناس التي تفتقر لأبسط قواعد الذوق و الأدب و فساد الأخلاق ...
Keep Kuwait Clean
من الفساد .. من سرقة المال العام .. من المصلحة .. من الإهمال ..و من تجاوز القوانين ...
Keep Kuwait Clean
من التطرف الفكري .. من التعصب القبلي و الطائفي .. من قمع حرية التعبير .. و من ضحالة الفكر ...


:


لو ركزنا قليلاً .. سنكتشف أننا بحاجة ماسّة لهذه الجملة في عدة مواقف .. لاسيما في زمننا الغريب العجيب هذا .. و لن نكتفي بها في لوحات عند إشارات المرور .. خاصة و أن لا أحد يلتفت لها و لا أحد يستوعب أبعادها .



:



من قتل الكويت ؟
لا أحد يجرؤ أن يقول ( لا )

فكلنا شارك في جريمة القتل


د . سعاد الصباح

هناك 4 تعليقات:

كاريكاتير يقول...

مرحبا

سارة في تصوري ان مواجهة كل ما تفضلتي به بالكتابة و"التحلطم" لن يحركنا خطوة نحو الكويت الجميلة

الصحيح ان نبدأ بالتوعية وبأن نهتم بمن يلتزم بالقانون ونشجعه ونقوم بتكريمه، مثل المواطن المثالي، والمقيم المثالي، هكذا خطوة عملية تساهم في تغيير سلوك افراد اما الاعتماد على القانون وقوته فلدينا بدل القانون قوانين لكن المشكلة ايضا تكمن فيما فمن يريد مخالفة الخارجين عن القانون.

7osen يقول...

بوست مميز

فعلا في المقام الاول يحتاج الإنسان أن يكون نظيفاً من الداخل لكي يبقي الخارج نظيفاً هو الأخر

----
بالنسبة للمواقف فالواحد تمر عليه الكثير من التصرفات الفوضوية والغير مسؤولة .. يعني هالشي قاعد يصير بزدياد ملحوظ وبكل جوانب الحياة ..

---
وعلى طاري رمي القمامة والمخلفات من السيارة

مرة كنت واقف في الاشارة في أمان الله ما احس إلا طرااااخ .. ولا علبة بيبسي على الجام الامامي للسيارة أطالع ولا السيارة إللي يمي يعتذر يقولي قصدي ارمية بعيد ...ضحكت واكملت طريجي ولسان حالي يقول ... مافي فايدة

@alhaidar يقول...

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ..

نعم نيأس ونغضب ونثور عندما نرى هذه الأفعال و"الأشكال" بيننا ..

ولكن بكلمة هنا .. وحركة هناك .. وفعل هنالك .. تبدأ موجة التغيير نحو الأفضل .. وتبدأ رحلة العودة إلى العقل .. ويبدأ هوى الوطن يعلو فوق أي هوى ..

أدامكم الله ..

تحياتي ..

قارئه فـ حسب,, يقول...

حلوة المقالة

و كلامج رووعه...