الأربعاء، 25 أغسطس 2010

كـان عـالم ...

~ قــبل كل شي :

إشتقت
إشتقت
إشتقت لكم
كثر المرات اللي فكرت فيكم فيها ...
إنتوا نور بيتي الصغير هذا .. و نور صفحتي و مكاني ..
@---


" على الأقل في بعض أيامي القديمة .. كنت أحصي الأفراح و المسرّات و عدد الإبتسامات في بعض لحظاتي "
هذا ما قاله لها صوتها الداخلي .. و هذا ما حدثه بها قلبها ..

كان عالـــم ...
في عـقلها
ركبته بكل طاقة خيالها الإبداعية
كونتـه .. بدقة شديدة .. زينته بأجمل ما يمكن أن يخطر على بالها

بالرغم من كل هذا ..
لم يكن عالماً مثالياً
و لم تكن متكلفة كثيراً


رغم إنها كانت تسعى لكل المعاني الجميلة
و كل معاني الخير في الحياة ..

- أنا اجتماعية .. و طيبة و محبوبة

كانت تغرس تلك الأفكار في روحها غرساً
لتطفو على وجهها و ملامحها .. و تمنح من يقابلها الإرتياح و المودة

منذ طفولة عالمها ، و هي منشغلة بالناس .. أهلها .. أخوتها .. صديقاتها ..
رغم أنها لم تعرف ما معنى كلمة " صديقة " حتى مرحلة متأخرة من عمرها


من يحيطون بها .. كانوا مرآتها ..
تبكي بألم .. إن ضايقت أحدهم ، و تلقي اللوم على نفسها بإستمرار

مؤكدة لذاتها .. بأن هذا هو أبعد ما يكون عن هدفها الذي تسعى له

كانت .. تغار من منظر أي فتاتين يتهامسن بأسرارهن أمامها
و تتسائل .. لم لم يخترنني لمشاركة تلك الأسرار ؟!
لا شك أنني بحاجة لبعض التحسينات ...


ترتاح داخلياً
إن أحاطت بها إبتسامات الرضا ..

تقترب من الباب المغلق .. غرفة أختها الموصدة دائماً ..
الفضول كان ينهشها لدخول عالم أختها .. رغبة فتح ذلك الباب الموصد تقتلها !!

تمسك الهدية البسيطة .. عبارة عن علبة مناديل ورقية مطرزة و ملونة و لا تشبه علب المناديل الخاصة بالجمعيات التعاونية
تقترب على رجليها .. تداهمها فكرة فتح الباب فجأة في وجهها .. فتجثو على ركبتيها و تبدأ بالزحف بهـــدوء شديد ..
تضع العلبة و فوقها رسـالة محبة ... و تهرب مذعـورة

و النشوة تنفجر من خلاياها .. بينما تتخيل ردة الفعل السعيدة !

و يمر يوم ..
و إثنان
و سبعة .. و لا نتيجة ..

فتفكر بطريقة أخرى .. و عربون محبة آخـر

..


في كل فصل دراسي جديد .. كان تصادق الفتاة الجالسة على نفس درجها ..
تستمر و تسترسل في تكوين الصداقات

و تفخر بكل رقم هاتف جديد تضيفه في مذكرتها الصغيرة .

..

كان عــالم ..

به ذكريات طفولتها
بيت جـدها القديم .. و جارهم " الحجي "
ذلك العجوز الطاعن في السن .. الذي لا يسمح لزوجته و بناته الأربعة بالخروج سوى مرتين في العام
لشـراء ملابس و احتياجات العيد ! فيما عـدا ذلك .. فهو من يشتري و يوفر كل إحتياجات بيته
تسرح .. و تحدث جدتها ..
- يدتي .. اهو ليش جذي ؟!

و تسرح أكثر .. عندما ترى بناته يخرجن في فسحة تنفس سرية على رصيف البيت الخارجي ،عندما يذهب الحجي للصلاة في المسجد
و يركضن مسرعات حين يسمعن الإقامة ترفع الصلاة

ذلك العجوز الغامض .. كسـرت هي أسواره ذات مرة

أنزلتها أمها على عجالة أمام بيت الجد .. وقت الظهـر
الشمس عمودية حارقة ...

أخذت تطرق الباب بكفها الصغير .. لا أحـد يفتح الباب
!!

تقف على أطراف أصابعها .. و تشد جسدها بإصرار نحو زر الجرس العالي
لا فـائدة .. إنه بعيد جداً على محاولاتها ..

تتأفف و تتلفت حولها بشقاوة .. تتخصر ..
ثم تجلس على حافة الرصيف ..


و صوت الإقامة يعلو حولها من المسجد القريب

الحجي يخرج من المسجد و يقترب من منزله بخطوات ثقيلة .. تراقبه من بعيد

حتى وصل لباب المنزل .. و هم بإدخال المفتاح في القفل ..

- حجـي .. ممكن تطقلي الجرس .. انا ما أطوله !

دق الجرس .. و سلّمها لـ جدتها .. و هي تتذمر
- إنتي وييينج انا برا من زمـان و ما أطول الجرس .. محد فتحلي ..

تضحك جدتها كثيراً من جرأتها ..
تدخلها إلى داخل المنزل .. تفتح لها التلفاز الذي يستقر فوق صندوق مبيت كبير
و تحضر لها " طـروح " باردة من المطبخ ...

كانت تحب سلطتها الكبيرة في التجول في بيت جدها

و دخول كل الغرف .. و العبث بكل الأغراض ..

كانت تريد سلطة كـ تلك السلطة

تمارسها على من تتعرف عليه من الناس
و على العالم الذي يحيط بها ...

..

كـان عالم جميل ..
صـندوقها الكبيـر كانت تسميه ..
به كل شيء
حياتها
ذكرياتها
أشياءها
مشاهد مختـارة من أيامها ...

..

تنام كل يوم في حضن صندوقها
و تصحو .. و هي تبتسم لكل الأشياء حولها
و كل الذكريات من خلفها ...

..

منذ وقت قريب ...
نـامت و كانت أشياءها حولها .. تأملتهم حتى غفــت و ذهبت بعيداً
كانت الغفوة طويلة .. كالأيام حين تزيد من سرعتها و تجرنا لأشياء و أشياء
و تعيدنا للواقع فجأة
لنجد بأن الكثير قد فاتنـا .. و قعد يكون هناك من الخراب ما يحتاج لإصلاحه

صحت من غفوتها .. الحمدلله .. ما زالت في صندوقها الكبير
ها هي تفتح عينيها على عالمها ...

تتمطى
تمشي .. تذهب لـتفقد الأرفف ..
رف الأهل
رف الذكريات
رف الإبتسامات

رف الصديقات !!!
آه !! إختفت إحداهن !

إلى أيــن !!!؟

..

إبتدأت الخسائر منذ ذلك الحين
أصبحت تخاف من أي لحظة يداعبها فيها النعاس
ففي كل مرة أصبحت تستيقظ على خسارة أخرى
تنـازل آخر ..
فقدان آخر

" مو معقول ..وايد أشياء إختفت من عالمي .."
حدثت نفسها بـ حزن
و هي لا تعرف أي طريقة للحد من خساراتها الكبيرة ..

لماذا أصبحت تفقد اشيائها ؟!

هل هذه هي ضريبة الجياة ؟!
أم ثمـن الأحلام التي لا تتحقق؟!


..

كــان عالم

بها كل ما كنت احلم به و انا طفلة

كل ما اتمناه و انا صبية

كل ما أطمح له و انا شـابة

و .. كـــان

..


~ بعد كل شيء :

كالعادة .. مجرد هي مجرد محاولة
و تعبير عن رغبتي في البقاء بينكم ..

و مالكم إلا كل المحبة :*

هناك 8 تعليقات:

Yousefiya يقول...

ومالج إلا كل التقدير ..
أبدعتي .. شكراً

Princess Sarah يقول...

يوسفيا :

حبيبتي .. منورة
فرحتي قلبي بوجودج :*

ما أنحـرم منكم أبد

:

وفاء السحيم يقول...

هلا فيك

رائعه.....

وش اخبارك في رمضان

Princess Sarah يقول...

هلا فيج يا فوفو ..

الحمدلله بخيـر .. رمضان حلو
بس اجواءه هالسنة مو قوية نفس كل سنه

بس هم حلو

شاكرتلج مرورج و سؤالج يالغالية :*

لولا الأمل يقول...

سواء كان البوح خارجا من داخلك او خارجا من داخلها على لسانك .. بكلا الحالتين هو بوح اشعرني بالوحدة .. او بتلاشي من حولي شيئا فشيئا او بالتمسك بآخر صداقاتي .. جميلة

ولكم باك اختي : )

غير معرف يقول...

حبيت الخاطرة وايد أثرت فيني شخصيًا، خاصة الجزء الاوسط منها يلها الجزء الأخير ثم الجزء الأول. ويعطيج العافية وتسلم إيدج يارب..

سلة ميوّة يقول...

تخيلت فتاة صغيره هي انا

تقف على تلك العتبة متخصرة تتافف وتنفخ خصلة الشعر لتطير بعيدا عن عينيها
تخيلتني أعبث بأغراض عمتي الصغيرة

كانت عمتي في الثامنه عشر أو أصغر ولها درج مخصص لأغراض الثانوية والكتب والأقلام
لم اكن سارقة منذ طفولتي ...كالصغيرات في سني
لكني كنت أشعر بمتعه بالتسلل لغرفتها وهي نائمة..وفتح الدرج بخفة
وإخراج كل مافيه..و رصهم مرّة أخرى :)

ربما حينها بدأت حكاية عشقي للمكتبيات من يدري:)


ساره...

اثرتي ذكرى لطيفة...

لقد اشتقنى لك..ولحواديتك حكاياك القصيرةا لتي تجعل عيني تتلألأ بوميض جميل..ز


اشتقنا لك بكل حالاتك

حبي:***

اقصوصه يقول...

{مضان كريم

وكل عام وانتم بخير :)